كشف مصدر إعلامي إسباني أن عدد العاطلين بمدينة سبتةالمحتلة تخطى عتبة 10 آلاف عاطل وعاطلة، منذ وصول شرارة الأزمة الاقتصادية إلى إسبانيا، أي ما يشكل نسبة 20 في المائة من سكان المدينةالمحتلة. وقال لمصدر ذاته، ل"المغربية"، إن "الأسبوع الأول من يوليوز، الذي يصادف عودة المهاجرين المغاربة المقيمين بدول الاتحاد الأوروبي، وكذا عبور مئات من السياح الأجانب المتوجهين إلى مختلف المدن المغربية، سجل تراجعا بينا في عدد الركاب العابرين لميناء المدينةالمحتلة بنسبة تفوق 13 في المائة، وهو التوقع الذي كان المعهد الوطني الإسباني أكده في أحد تقاريره سنة 2008". ووفقا للمصدر ذاته، فإن"الأمر تخطى قطاع النقل البحري، ليصل القطاع السياحي، إذ انحصر مؤشر ليالي المبيت في الفنادق السبتية في نحو ليلتين لكل سائح، وتراجع عدد السياح بنحو 700 سائح، متراجعا إلى حوالي 13 ألفا و300 سائح". وتجمع مختلف وسائل الإعلام الصادرة بسبتة على وصول عدوى الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تعانيها إسبانيا، إلى المدينة، التي شرعت، ابتداء من 1998، في نقل ركائز وأعمدة اقتصادها من الاعتماد الكلي على نشاط تهريب البضائع باتجاه الأسواق المغربية، انطلاقا من باب سبتة، إلى النشاط السياحي، الذي وفرت له الحكومة المحلية بنية تحتية جديدة، تطلبت تدفق الملايير من الأورو من حكومة مدريد، التي استشعرت، بدورها، مدى الخطورة، التي بات الإقلاع الاقتصادي بمدن وأقاليم الشمال عموما، وبجهة طنجة تطوان تحديدا، يشكله على المستقبل الاقتصادي للمدينتين المحتلتين. وحسب تقارير رسمية إسبانية، سبق لوسائل الإعلام الإسبانية أن تناولتها، فإن تحويل وجهة المدينة للاعتماد على السياحة عوض التجارة، التي تراجعت، حسب المعهد الوطني الإسباني للإحصاء بنسبة 87 في المائة، يأتي في سياق ما يعرفه الساحل المتوسطي المغربي، بين المضيق، والفنيدق، والقصر الصغير، وطنجة، من أوراش تنموية كبرى، وحضور قوي لكبرى المؤسسات العالمية العاملة في مجال السياحة، بما فيها الإسبانية. وحسب التقارير نفسه، وحده القطاع الصحي، يعرف نوعا من الانتعاش، نظرا للخصاص في الأطر الصحية، والزيادة على الطلب بالنسبة لمستشفيات الجنوب الإسباني، ما دفع الحكومة إلى تشييد أحد أهم وأكبر المركبات الصحية بإسبانيا في طاراخال، فيما تمكنت منطقة تمودا باي، والعديد من المواقع السياحية القروية والجبلية بساحل تطوان، الممتد بين أزلا، مرورا بوادي لو، وبني سعيد، وأقشور، من استجلاب المئات من السياح، فضلوا هذه المناطق على الإقامة بفنادق سبتة.