بعد انتهاء البرنامج التعاقدي، الموقع بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية، في الفترة بين 2005-2009، شرع المكتب في تفعيل مخطط جديد للتنمية للفترة 2010-2015، بغلاف مالي يبلغ 32.8 مليار درهم.ويتميز بإطلاق مشاريع عديدة، أهمها مشروع القطار ذي السرعة الفائقة بين طنجة والدارالبيضاء، الذي ستنطلق أشغال بنائه قريبا، مقابل 18 مليار درهم بالنسبة للمخطط السابق. وقال كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، في ندوة صحفية، أعقبت المجلس الإداري للمكتب الوطني للسكة الحديدية، أول أمس الأربعاء، بالرباط، إن الحصيلة كانت إيجابية للمخطط الخماسي 2005-2009، إذ حقق برنامجا استثماريا بلغ 18 مليار درهم، وأنجزت من خلاله كل المشاريع المهيكلة الرامية إلى تحديث وتأهيل الشبكة، وتدعيم حظيرة المعدات، وعصرنة بنيات الاستقبال، عبر منظور جديد للمحطات. وأكد غلاب أن المكتب يبرمج، في إطار مخططه الجديد للنقل، الرامي إلى التحسين المستمر للخدمات المقدمة للزبناء، قطارات مباشرة تربط الناظور بالبيضاء وفاس، بمجموع 8 قطارات في اليوم من وإلى الناظور، إذ يؤمن المكتب المواصلات في اتجاه مختلف المدن، بمواقيت تغطي بداية اليوم ونهايته، وتتلاءم وحاجيات التنقل لكل الشرائح. وبخصوص أسعار التنقل، قال غلاب إن الوزارة "تعمل بمنظور شمولي في مسألة الأسعار، إذ لا يمكن تحديد سعر معين في خطوط معينة، أو في تلك الجديدة، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى تعميم فائدة الخدمة على الجميع". من جهته، قدم محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، التقرير السنوي للمكتب برسم 2009، وقال إن هذه السنة تميزت بنهاية المخطط الخماسي للمكتب، للفترة 2005-2009، وأن الحصيلة كانت إيجابية بالنظر للمؤشرات، بتحقيق وتجاوز كل الالتزامات المسطرة في البرنامج التعاقدي مع الدولة، إذ بلغ الناتج الإجمالي للاستغلال 3.8 ملايير درهم، بقدرة إجمالية على التمويل الذاتي ب6.1 ملايير درهم (بنسبة نمو زائد 53 في المائة، وزائد 61 في المائة)، على التوالي، مقارنة مع الأهداف المحددة في البرنامج التعاقدي. وأفاد الخليع أنه يجري نقل 30 مليون مسافر وأطنان مهمة من البضائع، سنويا، منذ سنة 2005، في جو يطبعه الأمن والسلامة، وأن 40 محطة جديدة فتحت، حسب المفهوم الجديد، للمحطات متعددة الوظائف والخدمات، ذكر منها مراكش، وفاس، وسيدي سليمان، والمحمدية، وسلا المدينة، وآسفي، واليوسفية، وخريبكة، وبرشيد. وفي نشاط نقل البضائع، أضاف الخيلع أن القطاع تأثر بالأزمة المالية العالمية لسنة 2009، إلا أنه يعرف، اليوم، إشارات الانتعاش، بفضل مخطط عمل، يقوم على أربع محاور استراتيجية، تتعلق بمواصلات جديدة بين ميناء طنجة والناظور، ووضع استراتيجيات قطاعية، كالحبوب، والمحروقات، وإنشاء شبكة واسعة من المحطات الخاصة بالصناديق الحديدية، ومناطق للأنشطة اللوجستيكية، كما هو الشأن بالنسبة للميناء الجاف للدارالبيضاء (ميطا)، مشيرا إلى أن المكتب وضع أسسا للتحسين المستمر لخدماته، بنهجه استراتيجية الجودة، التي توجت سنة 2009 بحصوله على مصادقة الجودة إيزو 9001 على مجموع أنشطته. كما تحدث عن تهييء فضاءات في 11 محطة جديدة لصالح المسافرين، ويتعلق الأمر بسلا المدينة، والمحمدية، وبرشيد، وسيدي العايدي، واليوسفية، وآسفي، وخريبكة، وفاس مطار محمد الخامس، والناظور الجنوب، والناظورالمدينة.