"إلا داز عرس بنتي بخير، نحمد الله ونشكرو"، "راه أم لعريس ما باغياهاش"، "إن شاء الله، كلشي غادي يدوز بخير"، هذه مقتطفات من حديث جرى بين الحاجة فاطمة، أم العروس ندى، وقريبتها. الحاجة فاطمة ليست الأم الوحيدة، التي تملكها الخوف، دقائق قبل بدء مراسيم الاحتفال بعرس فلذة كبدها، بل هناك عشرات الأمهات يتخوفن من نشوب خلافات في ليلة العمر بين العائلتين. تعالت الزغاريد، وأهازيج الدقة المراكشية، وعيساوة، بإحدى قاعات الأفراح بالرباط. واصطف المصورون أمام مدخل القاعة، رفقة والدي العروس، وهما يستقبلان الضيوف بالتمر والحليب، والابتسامة تعلو محياهما. وفجأة، حضر أفراد عائلة العريس، تتقدمهم والدته، فحيت أم العروس بوجه عبوس. ساعتها، انتاب الأم الخوف وبدأت يداها ترتعشان، وهي ترحب بأهل العريس. في حدود الثانية عشرة ليلا، طلبت الحاجة فاطمة من أم العريس التفضل بالتقاط صور رفقة العروسين، لكنها رفضت، وانهالت عليها بالسب والشتم مرددة "ياخطافين الرجالة، يا السحارة، بنتكم ما تسواش..."، فردت عليها والدة العروس "المرجو احترام المناسبة". أما العروس فأصبحت ا في حيرة من أمرها، بينما والدة العريس أرغدت وأزبدت، وطلبت من ابنها مرافقتها، ورمي يمين الطلاق على العروس... فظل العريس مشدوها لدقائق، وبعينين دامعتين قال "راكي مطلقة"... وتحول العرس إلى حزن، وتفرق الضيوف في حدود الواحدة صباحا، دون تناول وجبة عشاء، كانت تضم البسطيلة والشواء. وفي موضوع ذي صلة، شهدت إحدى القاعات بطريق فاس، قرب الرباط، الجمعة الماضي، نزاعا بين عائلتي العريس والعروس، وقالت مزينة العروس (النكافة)، إن العروس، ظلت، منذ بدء العرس، تنظر إلى عائلة العريس نظرات كلها احتقار، مع ترديد كلمات غير أخلاقية، وانتهى العرس بتبادل الشتائم، إذ انهالت أخت العريس على العروس بوابل من الكلام النابي، وأقسمت بألا تكون زوجة لأخيها. إلا أن العريس، هذه المرة، لم يتبع شقيقته ووالدته، التي أغمي عليها وسقطت أرضا، بل ظل يقبل يدي عروسه أمام الملأ ،وهو يردد "ما تقلقيش ألحبيبة". وفي إحدى قاعات الأفراح الفارهة، بالرباط، كاد العرس أن يتحول، مساء الجمعة الماضي، إلى مأتم، إذ شبت نار الشموع في ملابس (عباية) أم عريس إماراتي الجنسية، تزوج مغربية تعيش رفقة عائلتها منذ عشرين سنة في الإمارات، وفضلت إجراء مراسيم زفافها في المغرب، على التقاليد المغربية والإماراتية. وضعت الشموع والتمور والحلويات والورود على منصة مزركشة بألوان زاهية، لكن، في الوقت الذي كان الكل يحتفل بهذه المناسبة السعيدة، دنت أم العريس من المنصة، فشبت النار المنبعثة من الشمعة في ثيابها النار، فسارع ابنها بإطفاء النار، بوضع سترته ولفها حولها إلى أن خمدت النيران، ونقلت الأم إلى المصحة.