تدل الاتصالات والندوات الرفيعة المستوى، التي عقدها المغرب في لندن، منذ 2009، على رغبة المملكة الواضحة في الانتقال إلى السرعة القصوى، من أجل تعزيز شراكة استراتيجية ومربحة للطرفين مع المملكة المتحدة، البلد الذي تجمعه بالمغرب علاقات سياسية ممتازة.إرساء الجاذبية والانفتاح تأتي الندوة المهمة، التي انعقدت، الاثنين الماضي، في العاصمة البريطانية، بمبادرة من سفارة المغرب حول النهوض بالمبادلات التجارية بين البلدين، لتعزز أكثر الصورة المتميزة التي تحظى بها المملكة لدى مجتمع الأعمال البريطاني، ليس فقط باعتبارها بلدا منفتحا، وإنما أيضا كوجهة واعدة جدا بالنسبة للمستثمرين. وأكدت سفيرة المغرب ببريطانيا، الشريفة للا جمالة العلوي، في افتتاح الندوة التي ترأستها، أن المغرب أضحى يتموقع في صلب أجندة الفاعلين البريطانيين باعتباره شريكا حقيقيا وبلدا منفتحا على الأعمال، ومركزا بالمنطقة المتوسطية. وقالت إن "انخراطنا من أجل تعزيز موقعنا على الساحة الاقتصادية بالمملكة المتحدة، جعل المغرب في صلب أجندة الفاعلين البريطانيين". وجرى إبراز طابع الانفتاح الذي يتميز به المغرب بإسهاب، خلال هذا الملتقى، الذي عرف مشاركة وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز، والعديد من المهنيين من البلدين. ولا يعتبر اختيار المغرب لبريطانيا، من أجل إبراز هذا الانفتاح مجانيا، ويبدو أنه يتماشى والمقولة الشهيرة الرائجة في أوساط المستثمرين ومفادها "أنه إذا أنجزنا أعمالا مع لندن فإننا ننجزها مع العالم بأسره". وأشاد العديد من المهنيين الحاضرين في الندوة بهذه الإرادة، إذ قالت الأمينة العامة والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية الأستاذة، أفنان الشعيبي، إن "الإنجازات المذهلة للمغرب تعد قصة نجاح حقيقية"، مبرزة أن السوق المغربي "منفتح على المستثمرين البريطانيين". كما جرت الإشادة بالاستراتيجية، التي اعتمدها المغرب من أجل تعزيز جاذبيته في السوق البريطاني من قبل المهنيين البريطانيين، الذين يعتبرون أنها مقاربة براغماتية قادرة على إعطاء الدفعة المطلوبة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وفي هذا السياق، سجل السيد دافيد كروكسن، الذي يسير القطب الدولي لجمعية مصنعي السيارات البريطانية، الاختيار المميز للمسؤولين المغاربة، بشأن التطرق لتطوير هذه الشراكة عبر استهداف القطاعات، التي تختزن قدرات كبيرة، والتي يتوفر فيها المغرب على مزايا تنافسية جلية حقيقية. وأوضح كروكسن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسؤولين المغاربة أدركوا أهمية البناء على النجاح الواضح للندوة الأولى حول الاستثمارات بالمغرب المنعقدة في نونبر2009 بلندن، مضيفا أن المسؤولين والمهنيين المغاربة أتوا لندوة الاثنين بمشاريع مستهدفة جد ستعطي دفعة سريعة للتعاون بين البلدين. وبالفعل، أولت الندوة حول المبادلات التجارية اهتماما خاصا لثلاثة قطاعات تخول قدرات حقيقية للاستثمار والتجارة، وهي صناعة النسيج والفلاحة والصيد البحري وصناعة السيارات. ويشكل القطاع الأخير "نقطة قوة" بالنسبة للمغرب، حسب كروكسن، الذي أشار إلى أنه يعتزم القيام بمهمة أعمال في أكتوبر المقبل، بغية تعميق المناقشات التي بدأت مسبقا مع رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات العربي بلعربي. واعتبر المسؤول البريطاني أن اختيار شركة (رونو) التموقع في المغرب يدل بجلاء على القدرات الكبيرة، التي تحظى بها المملكة في مجال صناعة السيارات.