أكد الشاعر المغربي، عبد اللطيف اللعبي، في بحر الأسبوع الماضي، بسلا، أن النهوض بالمسألة الثقافية من مسؤولية الجميع دولة وأحزابا سياسية وجماعات محلية ونقابات، ومجتمعا مدنيا ومثقفين وقطاعا خاصا. وأوضح اللعبي، في إطار لقاءات "أربعاء المعرفة"، الذي دأبت جمعية سلا المستقبل والخزانة الصبيحية على تنظيمها، أن جعل الرهان الثقافي في صلب النقاش الوطني، وتفعيل أدوار المثقفين في هذا المجال، من شأنهما إثراء وإعطاء دينامية قوية للحقلين الثقافي والسياسي على حد سواء. من جهة ثانية، سجل اللعبي تراجعا في أدوار المثقفين المجتمعية وفقدانهم الحس الجماعي، معتبرا أن هذه الفئة الاجتماعية بمقدورها، اعتبارا لخصوصياتها ووظائفها المختلفة، المساهمة النوعية في إثراء الحقل السياسي، وتطويره من جهة، وتلبية الحاجيات الثقافية لأوسع الفئات الاجتماعية، باعتبار أن الدور الحيوي والأساسي للثقافة يكمن في التقدم الاجتماعي والقيمي. وأوضح، في هذا الإطار، أن النهوض بالمسألة الثقافية يتطلب إرادة سياسية ومن شأنه أن يساهم في النهوض بالتنمية الوطنية، على اعتبار أن الثقافة قطاع منتج بامتياز، كما هو الشأن في البلدان المتقدمة. واستعرض مضامين النداء الثقافي، الذي كان قد وجهه، أخيرا، من أجل بلورة ميثاق وطني من أجل الثقافة، مجددا الدعوة إلى الحق في الذاكرة باعتبارها بعدا أساسيا من أبعاد حقوق الإنسان، إضافة إلى إنشاء مركز وطني للفنون والآداب، يسعى إلى نسج العلاقات مع المبدعين، والعمل على الترويج لأعمالهم. كما جدد الدعوة إلى الانكباب على معالجة أزمة التوزيع، التي تعرفها السوق المغربية في مجال تسويق المنتوج الثقافي، واقترح تكوين هيأة تعنى بشأن الكتاب وتشتغل على درس المشاريع، وتقديم المساعدات في مجال النشر، ومراقبة سوق الكتاب، خصوصا في ما يتعلق بالأسعار، والحث على الشراكة الضرورية لوضع حد للفوضى، وسوء التدبير، اللذين يعاني منهما قطاع التوزيع. وتضمن النداء، أيضا، دعوة إلى تنظيم لقاءات في كل الوحدات المدرسية العمومية والخاصة، في المدارس العليا ومراكز التكوين، والمستشفيات والسجون والوحدات الإنتاجية، مع الكتاب والفنانين والباحثين والمشاهير الكبار، على التاريخ المعاصر للمغرب، تسمح لشرائح مختلفة من الجمهور باكتساب معارف جديدة، واكتشاف سبل الفكر والإبداع المختلفة، والتعرف على ثقافتها. وكان الشاعر عبد اللطيف اللعبي، فاز، أخيرا، بجائزة الغونكور لسنة 2009، ومن بين أعماله الشعرية نذكر "الشمس تحتضر" 1992 ، و"احتضان العالم" 2001، و"قريني العزيز" 2007 . وفي مجال الرواية، أصدر اللعبي "مجنون الأمل" 1982، و"تجاعيد الأسد 1989، و"قاع الخابية" 2002 .