صرح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض روبرت غيبز بأن الرئيس أوباما يؤيّد البيان الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يشجب التصرفات التي أدت إلى وفاة عدد من المدنيين كانوا ضمن قافلة سفن محملة بالمساعدات الإنسانية ويدعو لإجراء تحقيق كامل. ففي مؤتمر صحفي للبيت الأبيض يوم الثلاثاء 1 يونيو الجاري أعلن غيبز أن الرئيس أوباما تحدث ثلاث مرات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن الحادث في اليوم السابق. وقد عبر الرئيس عن "عميق أسفه" للخسارة في الأرواح ولوقوع جرحى. وأضاف الناطق أن الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية تدعمان بيان مجلس الأمن الذي جاء فيه: "إن مجلس الأمن يعرب عن عميق الأسف للخسارة في الأرواح والإصابات نتيجة لاستخدام القوة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في المياه الدولية ضد قافلة سفن متجهة إلى غزة. ويدين المجلس في هذا السياق تلك الأعمال التي أدت إلى مقتل لا أقل من عشرة مدنيين وإصابة كثيرين بجراح. ويطالب المجلس بالإفراج الفوري عن السفن وكذلك المدنيين الذين تحتجزهم إسرائيل." وجاء في تصريح غيبز كذلك: "إن البيان الذي تلوته يدعو لإجراء تحقيق يكون مستعجلا ومحايدا وشفافا وذا مصداقية، بما يتوافق مع المعايير الدولية، في ما حدث بالضبط. ونحن نؤيد ذلك طبعا." وفي وقت مبكر من نهار 31 ماي اعترضت قوة عسكرية إسرائيلية قافلة تضم ست سفن شحن وركاب محملة بمساعدات إنسانية لقطاع غزة وذلك بعد توجيه تحذيرات لها. وخلال غارة على إحدى السفن، صعد جنود الكوماندو الإسرائيليون إلى ظهر السفينة التركية مافي مرمره وقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين حسبما جاء في تقارير الأخبار. إلى ذلك أعلن البيت الأبيض في بيان لخص مكالمة هاتفية بين أوباما ونتنياهو بتاريخ 31 ماي أن الرئيس أوباما "عبر عن أهمية الإطلاع على جميع الحقائق والظروف التي أحاطت بأحداث هذا الصباح المأساوية في أقرب فرصة ممكنة." وكان من المقرر أن يلتقي أوباما نتنياهو يوم 31 ماي في واشنطن لبحث عدد من المسائل قبل وقوع الحادث. من جهته ذكر الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن الولاياتالمتحدة تعمل للتثبت على وجه اليقين من الحقائق وتتوقع أن تجري حكومة إسرائيل تحقيقا كاملا وذا مصداقية. في غضون ذلك عقد وزير خارجية تركيا أحمد دافوتغلو محادثات مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في مقر الوزارة يوم الثلاثاء 1 الجاري وأبلغ المراسلين قبل الاجتماع أن تركيا تبتغي بيانا شديد اللهجة من الولاياتالمتحدة. وقد تعاونت الولاياتالمتحدة عن قرب مع حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومنظمات غير حكومية دولية والأممالمتحدة لتوفير وصول كاف لسلع إنسانية بما فيها مواد بناء من خلال معابر حدودية قانونية. وفي الوقت ذاته هي تسلم بدواعي القلق الأمنية—كما جاء في كلام كراولي. ومضى قائلا: "إلا أن تدخل حماس بشحنات المعونات الإنسانية وعمل المنظمات غير الحكومية، ولجوءها وتبنيها للعنف تعقد الجهود في غزة." وفي الأممالمتحدة قال نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة العالمية، أليخاندرو وولف، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن يوم 31 الماضي "أن ذلك الحادث يوكّد الحاجة للمضي قدما على وجه السرعة بالمحادثات التي يمكن أن تفضي إلى سلام شامل في المنطقة. وقد عكفت الولاياتالمتحدة على قيادة محادثات غير مباشرة مع إسرائيل والفلسطينيين ترمي إلى استئناف محادثات سلام الشرق الأوسط. وجاء في بيان وولف: "إن الحل الوحيد القابل للحياة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يتمثل في اتفاق يتفاوض عليها الطرفان وينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 ويحقق تطلعات الجانبين بوطنين مستقلين في دولتين لشعبين—إسرائيل، ودولة فلسطين تكون قابلة للحياة ومترابطة جغرافيا-- تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وبأمن."