لم يكد يمر أسبوع على دخول باراك حسين أوباما البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة, حتى بدأت الصحافة الأميركية ترصد تصرفاته وعاداته اليومية في أدق تفاصيلها وتقارنها بما كان يفعله سلفه جورج دبليو بوش. تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إنه ما كاد أسبوع واحد ينصرم على تولي الرئيس الجديد مهام منصبه حتى بدت طباعه في العمل تتضح, فهو يبدأ عمله في المكتب البيضوي قبيل التاسعة صباحا بقليل، أي بعد ساعتين من الموعد الذي دأب عليه الرئيس السابق بوش الذي كان ينام مبكرا ويصحو باكراً. وترى الصحيفة أن ثقافة جديدة بدأت تترسخ في البيت الأبيض تحت الإدارة الجديدة, مشيرة إلى أن أوباما كان قد قطع على نفسه عهدا بإحداث تغييرات في واشنطن وها هو ذا يفعل ليس في "جوهر الأشياء فحسب بل وبأسلوب ذي طابع رئاسي". ويميل أوباما لأداء تمارينه الرياضية عند السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباحا , على عكس بوش الذي كان يختلس الوقت لأدائها عند الظهيرة. ويبدأ أوباما يومه بقراءة العديد من الصحف, ويتناول الإفطار مع عائلته قبل أن يساعد في تجهيز ابنتيه ماليا )عشر سنوات( ، وساشا )سبع سنوات( , للذهاب إلى المدرسة، قبل أن يهبط الدرج حيث مكتبه في الجناح الغربي من البيت، وهي عادة يتبعها في محاولة منه لإيجاد توازن بين العمل والحياة الأسرية. ويحرص أوباما على تناول العشاء مع أسرته ثم يعود غالبا للعمل, حيث شوهد جالسا في مكتبه عند العاشرة مساء وهو يطلع على تقارير موجزة استعدادا لليوم التالي. وأوباما نمط من الرجال الذين يميلون إلى التجوال في الردهات والصالات. وتعقد الصحيفة مقارنة بينه وبين بوش، حيث قالت إن الأخير كان إذا أراد أن يتحدث إلى أحد أعضاء فريق عمله يستدعى إلى المكتب البيضوي. أما أوباما فقد دخل أحد أيام الأسبوع الماضي -أثناء تجواله- في مكتب سكرتيره الصحفي روبرت غيبز, الذي كان في وضع غير مناسب حيث كان وقتها واضعا قدميه فوق طاولة المكتب. وما أن فطن غيبز لوجود الرئيس حتى انتصب واقفا وهو مذعور، مما أثار دهشة أوباما الذي لم يعتد بعد على أن يقف له الناس عند دخوله الغرفة. انضباط ومرونة على أن أكثر المقارنات التي تستحق التأمل بين الخلف والسلف، تلك المتعلقة بسلوك الرجلين فيما يخص العمل الرسمي. فقد كان الانضباط في المواعيد أحد مناقب بوش. وتحكي الصحيفة في هذا الصدد أن الرئيس السابق منع وزير خارجيته كولن باول من حضور اجتماع لمجلس الوزراء فقط لأنه تأخر دقائق معدودات عن الموعد المحدد. وتحت إدارة بوش كانت الاجتماعات تنتهي في مواعيدها, وفي عهد أوباما فإن الاجتماعات تبدأ في موعدها وتنفض غالبا في وقت متأخر. وفي خروج عن المألوف, أصدر الرئيس الجديد مرسوما يجيز لمساعديه وموظفيه ارتداء الزي العادي غير الرسمي في عطلة نهاية الأسبوع، وبدأ بنفسه إذ ظهر يوم السبت الماضي في مؤتمر صحفي مع كبير مستشاريه الاقتصاديين لورنس سامرز مرتديا بنطالا فضفاضا وسترة صوفية رمادية اللون فوق قميص أبيض, وهو ما أثار اشمئزاز الموظفين الذين عملوا تحت إدارة بوش, على حد تعبير الصحيفة. ويتسم جدول أعمال أوباما اليومي بالمرونة. فقد كان بوش يبدأ يومه بالاستماع إلى تقرير موجز بالغ السرية عن التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الولاياتالمتحدة, فيما يطلع الرئيس الجديد على موجز مماثل كل يوم أحد, لكن ليس بالضرورة أن يكون على صدر جدول أعماله كما درج سلفه.