لقي الأب الضحية، الذي كان ذبحه ابنه من الوريد إلى الوريد، حتفه، الأربعاء الماضي، داخل قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث ظل يصارع الموت لأزيد من أسبوعين، دون أن تفلح العناية الطبية المركزة، التي خضع لها، في انتزاعه من مخالب الموت المحقق.وكانت الضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بأزمور، ألقت القبض على الابن المتهم، ثم أحالته بعد إخضاعه للبحث والتحقيق حول ظروف وملابسات الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها والده، في حالة اعتقال، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة. وكانت النيابة العامة لدى استئنافية الجديدة، أحالت الابن المتهم على أنظار قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، الذي أمر بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار مباشرة الاستنطاق التفصيلي معه. وكانت جماعة اثنين هشتوكة بإقليم الجديدة، اهتزت، أخيرا، على وقع جريمة بشعة، ارتكبها شاب (21 سنة)، في حق أحد الأصول، الذي لم يكن سوى والده، حين كان تحت تأثيرالخمر. وأقدم الشاب على تعنيف والده المسن، لأزيد من 3 ساعات، ثم ذبحه من الوريد إلى الوريد، تحت أنظار زوجته، ووالدته، وشقيقه الأصغر، الذين أصيبوا بصدمة قوية، من هول ما شاهدت أعينهم. وكانت والدته تدخلت قبل ذلك، لثنيه عن تعنيف والده، لكنه سدد لها بدورها ضربة قوية، في حين اجتمع الجيران أمام باب المنزل، مسرح الجريمة، وأشهر المتهم سكينا من الحجم الكبير في وجه كل من حاول الاقتراب، أو التدخل لتخليص والده الضحية، الذي كان ينزف، ويتخبط في بركة من الدماء. وهرعت عناصر الضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بأزمور، وعناصر الوقاية المدنية. وبعد مقاومة شرسة، لجأ المتهم إلى سطح المنزل، وأشهر سلاحه الأبيض، في وجه رجال الدرك، الذين تمكنوا من شل حركته وتصفيده، واقتياده إلى مركز الدرك بأزمور، حيث وضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية. ونقلت سيارة إسعاف تابعة للجماعة القروية، الضحية، في حالة حرجة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، حيث ظل يخضع للعناية الطبية المركزة، داخل قسم الإنعاش، بعد أن دخل في غيبوبة تامة، إلى أن وافته المنية. وكان المتهم، وهو متزوج، ويشتغل نادلا بإحدى المقاهي، دخل، أياما قبل وقوع الجريمة، في مشاداة مع والده المسن، الذي أصيب بمرض عضال أقعده عن العمل قبل سن التقاعد، والذي عمد إلى تفويت منزل العائلة إلى الجدة، التي أصبحت في الآونة الأخيرة تهددهم بالإفراغ، في أجواء مكهربة.