شهد السجن الفلاحي العدير، والسجن المحلي سيدي موسى، حالتي وفيات، جرى نقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، إذ لقي معتقلون حتفهم، إثر نقلهم في حالات صحية ميؤوس منها، بسبب إصاباتهم بوعكات وأمراض، استعصى علاجها.ويتواصل مسلسل وفيات السجناء، بمستشفى محمد الخامس، إذ غادره، في ظرف أسبوع، سجينان، سلمتهما السلطات الصحية، إلى أسرهما، جثتين هامدتين. وكان سجين لقي حتفه، الأحد 2 ماي الجاري، إثر تدهور حالته الصحية، عندما كان يرقد في مستشفى محمد الخامس، في الجناح المخصص للمعتقلين المرضى، الوافدين من السجن الفلاحي العدير، والسجن المحلي سيدي موسى. وعلم لدى مصدر مطلع أن المعتقل المدعو (م)، من مواليد 1954، بالدارالبيضاء، كان يقضي، منذ الأحد 9 غشت الماضي، عقوبة حبسية، مدتها سنة، من أجل الضرب والجرح والعنف في حق أحد الأصول، وحيازة واستهلاك المخدرات، وكان ينتظر الإفراج عنه، الاثنين 9 غشت المقبل. وإثر تدهور حالته الصحية، داخل زنزانته بالسجن الفلاحي العدير، سيما في ظل حالة الاكتئاب التي كان يشعر به، وعدم قوته على تناول الطعام، عمدت إدارة المؤسسة السجنية، إلى نقله بشكل استعجالي، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، وظل يعاني، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، الأحد ما قبل الماضي. وانتقلت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الأولى، التي يقع مستشفى محمد الخامس، بمنطقة نفوذها الترابي والأمني، وأجرت المعاينة على جثة الهالك، ورفعت تقريرا إخباريا في الموضوع، إلى الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية، الذي أمر بإيداع الجثة في مستودع الأموات، لإخضاعها للتشريح الطبي. وكان الهالك يحمل في بطنه آثار جروح قديمة لعمليتين جراحيتين، كان أجراهما في غضون سنة 1985. ودخلت على الخط، الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بأزمور، صاحبة الاختصاص الترابي، التي يخضع السجن الفلاحي العدير، لنفوذها، لمباشرة البحث، الذي أمرت بإجرائه، النيابة العامة باستئنافية الجديدة. وفي سياق وفيات المعتقلين، قضى سجين آخر يدعى (س)، في حدود الحادية عشرة من ليلة السبت الماضي، نحبه، بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس، على بعد أسبوع من نازلة وفاة السجين الأول (م)، بعدما كان يعاني مرضا مزمنا، ألم به في السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة. وانتقلت إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، عناصر الدائرة الأمنية الثالثة، وعناصر الشرطة القضائية، التي باشرت المعاينة والتحريات، ورفعت تقريرا إخباريا، إلى الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية. وكان الدرك الملكي، اعتقل السجين الهالك، السبت 18 يوليوز 2009، ووضعه قاضي التحقيق رهن الاعتقال الاحتياطي، على ذمة التحقيق، لمباشرة الاستنطاق التفصيلي. وكان المتهم أجهز، صباح الأربعاء 15 يوليوز الماضي، على شقيقه بدوار كائن في دكالة، على خلفية نزاع، بسبب الحدود المشتركة بين قطعتين فلاحيتين، وكان نشب بين المشتبه به، والمجني عليه، اللذين يقطنان جنبا إلى جنب، خلاف أسفر عن توجيه الضحية إلى المتهم طعنات غائرة أصابته في كليته، وأرداه قتيلا. وبعد أن تخلص من سلاح الجريمة، لاذ بالفرار إلى دوار مجاور، فيما كانت إحدى بنات الضحية، شاهدة عيان على بعض وقائع النازلة المأساوية.