تنطلق اليوم الخميس فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للشعر والزجل، الذي تنظمه جمعية بادرة للتواصل والتنمية الاجتماعية، بالمركبات الثقافية محمد زفزاف، ومولاي رشيد، وسيدي بليوط بالدارالبيضاء، إلى غاية 30 ماي الجاري.وقال محمد الخباز، رئيس المهرجان، إن الدورة الحالية ستحتفي بالزجل المغربي الملتزم، الذي رافق موسيقى المجموعات الغنائية، التي أسست للظاهرة الغيوانية، منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال تكريم مجموعات "ناس الغيوان، وجيل جيلالة، ولمشاهب، وتكدة، والسهام، ومسناوة، ولرفاك". وأضاف الخباز في حديث إلى "المغربية" أن هذه الدورة ستشهد مشاركة أزيد من 400 شاعر وشاعرة، من موريتانيا، ومصر، والكويت، وليبيا، وتونس، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، والأردن، وفلسطين، وسوريا، إضافة إلى المغرب، مشيرا إلى أن المهرجان سيتميز بحضور قوي للعنصر النسوي، ومشاركة متميزة لفطاحلة الشعر الحساني المتحدرين من الصحراء المغربية، في بادرة من الجمعية للاحتفاء بالشعر النسائي، وبناء جسور التواصل بين شعراء الجنوب والشمال المغربي، من جهة، وشعراء المشرق العربي والمغرب العربي من جهة أخرى. وأبرز الخباز، أن المهرجان الدولي للشعر، يعد أول تظاهرة عالمية تجمع بين الشعر الفصيح والشعر العامي أو ما يصطلح عليه ب"الزجل"، مشيرا إلى أن المهرجان، الذي يعرف كل سنة مشاركة شعراء معروفين من كافة أنحاء العالم العربي، يهدف إلى اكتشاف شعراء مغمورين، ومنحهم الفرصة للالتقاء مع شعراء كبار، من خلال تنظيم ورشات عمل مشتركة ستحمل اسم "فضاء الشعراء"، الذي سيجمع أزيد من 1000 من المشاركين في دورات المهرجانات السابقة. من جهة أخرى، تأسف الخباز عن غياب الدعم المادي والمعنوي، من مختلف المؤسسات الوصية عن الشأن الثقافي في المغرب، موضحا أن المهرجان وصل إلى دورته الخامسة، بفضل جهود أفراد الجمعية، مؤكدا الغياب التام للجهات الوصية عن الشأن الثقافي في البلاد. وسيشد المهرجان تقديم العديد من القراءات الشعري، سواء خارج المسابقة الرسمية أو خارجها، كما سيجري في نهايته، الإعلان عن الفائزين الثلاثة، الذين سيتبارون في ثلاثة أصناف شعرية "الشعر الحر، والشعر العمودي التقليدي، والزجل أو ما يسمى بالشعر النبطي في الخليج العربي أو الشعر الحساني بالجنوب المغربي"، كما سيجري منح جائزتي أكبر وأصغر مشارك. وتتشكل لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي يترأسها الكاتب المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، من الفنان محمد الدرهم عضو سابق بمجموعة "جيل جيلالة"، والفنان محمد السوسدي "عضو بمجموعة لمشاهب"، والشاعرالموريتاني أدي ولد آدب، الحاصل على إحدى جوائز المسابقة الدولية "أمير الشعراء"، وفنان الملحون جمال الدين بنحدو، والزجال محمد الراشق، والمسرحي عبد المجيد فنيش، ومولود قنابي، ومحمد فرح. من جهة أخرى، سيشهد المهرجان العديد من الأنشطة الموازية، إذ سيشهد حفل الافتتاح، الذي سيحتضنه المركب الثقافي محمد زفزاف بالمعاريف، تقديم عرض مسرحي شعري من تأليف الشاعر العراقي خالد الخفاجي، إضافة إلى عروض موسيقية لفرقة "فضل الغيوان"، ومصطفى ناضي، والشاب ميري، ومجموعة فن الركادة. فيما سيحيي السهرة الختامية عدد من المجموعات الغنائية المغربية، التي ظهرت في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وغيرت خارطة الغناء المغربي بكلمات زجلية معبرة وراقية، وموسيقى تراثية أصيلة منها مجموعتي لرفاك والسهام، إضافة إلى مجموعة من الفنانين المغاربة، الذين أثروا بدورهم في تعبئة الخزانة الموسيقية الوطنية بأغان جميلة، ومنهم محمود الإدريسي، ومغني الملحون جمال الدين بنحدو، كما سيشارك في الحفل الختامي المطربة الفلسطينية شادية حامد، والمطربة نادية مختار. كما سيجري تنظيم معارض في الفن التشكيلي، يشارك فيها العديد من الفنانين المغاربة من بينهم يوسف بنجلون، الذي أعد غلاف الديوان الثاني للمهرجان، إضافة إلى تنظيم معرض للكتاب، يتخلله حفل توقيع العديد من الدواوين الشعرية منها "حلم هبالي" للزجال محمد بوخريص، و"لمة لمعاني". وكانت الدورة السابقة من المهرجان، تميزت بمشاركة ما يقارب 400 شاعر من مختلف الدول العربية، فضلا عن حضور شعراء معروفين مثل الشاعر السعودي عبد الله العثيمين، والشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، وجوهرة الصحراء الأميرة جوهرة، كما تميزت جل الدورات السابقة بتغطية إعلامية مكثفة من عدة منابر إعلامية ومكتوبة ومسموعة ومرئية، من بينها قناة الجزيرة القطرية، وقناة فضاء الصحراء السعودية.