وصفت الفنانة اللبنانية، ماجدة الرومي، الوضع الحالي للأغنية العربية، ب"المؤلم"، لأنه يشهد الكثير من الفوضى، وطغيان الأصوات النشاز، التي تصنع منها وسائل الإعلام نجوما دون وجه حق. ماجدة الرومي ت:كرتوش وقالت صاحبة الصوت الملائكي، في ندوة صحفية، نظمت بفيلا الفنون بالرباط، قبل انطلاق الحفل الافتتاحي، الذي أحيته ليلة الجمعة 21 ماي الجاري، بمنصة النهضة بالرباط، ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان "موازين إيقاعات العالم"، التي ستتواصل بالرباط وسلا إلى غاية 29 ماي الجاري، إن"الفن جزء من إصابتنا في عالمنا السياسي، والله يسلم الناس التي تذهب عكس التيار". وأضافت الرومي، التي عرفت ندوتها حضورا كبيرا لوسائل الإعلام المغربية والعربية والعالمية، أن الفنانين اللبنانيين الملتزمين أصبحوا يتساءلون إلى أين سيذهبون، ما دام لم يعد لديهم سوى مهرجانين جيدين، وقالت إنها، لهذا السبب، تقدر مهرجان "موازين إيقاعات العالم" بالمغرب، لأنه، كما عبرت: "يقدم لنا فرصة رصينة لنقدم الفن الأصيل، الذي نحبه. موازين أصبح من المهرجانات التي ترسخ الفن لغة روحية تنطق بها الشعوب". وقالت إن "التظاهرات الفنية من حجم موازين، تساهم، دون شك في إخراج الفن الرصين والملتزم من البوثقة، التي أصبح محصورا فيها، وتقدمه للشعوب ك"رعاية روحية،" لخلق الصحوة الفنية المنشودة في العالم العربي". وأشارت في هذا السياق، إلى أن الصوت الملائكي فيروز، وإلى جانبها المؤسسة الفنية للإخوان الرحباني، ما كان لها أن تنتشر وتحتل المكانة، التي احتلتها اليوم في قلوب العرب، دون رعاية من الدولة اللبنانية، من خلال مهرجان بعلبك. وعبرت عن إعجابها بمجموعة من الفنانين الملتزمين عالميا، الذين نجحوا بفضل رعاية بلدانهم لهم، من أمثال الفنانة البرتغالية ماريا رودريغيز، التي أعلنت البرتغال الحداد لمدة ثلاثة أيام على وفاتها. وعن نفسها قالت الرومي إنها كانت تحظى بإعجاب وتقدير كبيرين من طرف الراحل رفيق الحريري، لكن القدر لم يمهله، لأنها دون شك كانت سترى شيئا من الرعاية. وأوضحت ماجدة الرومي، التي غنت لكبار الشعراء قصائد عاطفية وإنسانية وملتزمة، كمحمود درويش ونزار قباني، أنه من المستحيل أن يتخطى الفن الراقي والملتزم، الحدود، باعتباره رسالة جمالية تعبر عن الشعوب والأحاسيس الإنسانية، دون رعاية رسمية من وزارات الإعلام في الدول العربية، والأطراف التي يهمها تهذيب ذوق الجمهور والارتقاء بحسه الفني، مشيرة إلى أن الفن يجب أن يكون بعيدا عن التجارة، وأن يحظى بالرعاية اللازمة، لأن الفن عمل منهك ومكلف. وقالت الرومي إن النهوض بالأغنية تلزمه صحوة عربية كاملة، لاستعادة مجد الأغنية العربية، التي عشناها مع عمالقة الفن العربي: فيروز، ووديع الصافي، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، الذي تحتفظ له بمكانة خاصة في نفسها، هو والفنان الفرنسي شار أزنافور، الذي لا تمل من الاستماع إليه، لأنه يمدها بشحنات قوية. وأعربت ماجدة الرومي عن سعادتها بوجودها في المغرب "أرض الخير والبركة والسلام"، كما قالت، وعن حبها الكبير له ولجمهوره، الذي لا تنسى حفاوته السابقة بها، في مدن فاس والرباط وتطوان، وعبرت عن رغبة جامحة في زيارة مدنه الأخرى، وعلى رأسها مراكش الحمراء وغيرها من المدن العتيقة. وأكدت صاحبة الروائع: "إسمع قلبي"، و"القلب المفتوح"، و"كلمات"، و"كن صديقي"، و"الجريدة"، و"اعتزلت الغرام"، أن على الفنانين العرب الملتزمين أن يتموقعوا في المقدمة، على اعتبار أن الرصانة في المضمون هي واجهة الفن، واللغة الروحية للشعوب. وبخصوص ألبومها المقبل، قالت ماجدة الرومي إنها ما زالت تشتعل عليه، وأنه يضم أغاني من ألحان ملحم بركات، وكاظم الساهر، وجان ماري رياشي، وطارق أبو جودة، مشيرة إلى أن كلمات هذه الأغاني هي لنزار قباني، ونزار فرنسيس، كما تولت هي بنفسها كتابة 80 في المائة من كلمات ألبومها، كما هو الشأن مع ألبوماتها السابقة، لكنها كانت تتخفى وراء أسماء مستعارة. ويضم الألبوم أيضا قصيدة "وعدتك"، التي كتبها الشاعر الراحل نزار قباني، وقام بتلحينها قيصر الأغنية العربية الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي تنازل لها عنها. تعتبر ماجدة الرومي من أفضل الفنانات اللواتي يحظين بالتقدير في جميع أنحاء العالم العربي، بدأ اهتمامها بالموسيقى في سن مبكرة، وسط أسرتها الفنية، عندما كانت تستمع لأغاني العمالقة، وكانت خطواتها الأولى في عالم الغناء، من خلال أول أغنية بعنوان "ميلادك" سنة 1977، حققت شهرة على مستوى العالم العربي، بفضل أدائها المميز وصوتها الملائكي، الذي ترسم به على المسرح صورا من الأحلام والآمال، وربما الغضب، الذي تذخر منه الشيء الكثير، بسبب الحرب والدمار، الذي لحق لبنان، وخلف العديد من القتلى الأبرياء، وهو ما جعلها تدعو للمغرب بدوام السلامة، حكومة وشعبا.