لم تستبعد الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، مشاركة فنانين عرب ومغاربة في أداء أوبيريت غنائي مغربي حول تاريخ المغرب، يصدح من خلاله المشاركون بالسلام والحب والوئام بين الشعوب والأمم، ويسترجعون فيه لحظات لا تمحى طيلة أكثر من 12 قرنا من تاريخ وحضارة بلد تكن له كل الحب. وقالت في ندوة صحفية عقدتها مساء أول أمس ،قبل يومين من إحيائها حفلا بباب المكينة ضمن فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العريقة، "المغرب بلد عزيز أزوره للمرة الثالثة، ولو علي أتمنى لو آتي إليه كل سنة". وتؤكد أن الجمهور المغربي ذواق واستقبلها استقبالا رائعا، و"أحييه لحبه أغاني السلام الملتزمة وعشقه لكل ما هو جميل". وأشارت إلى أن مهرجان فاس وهو بنظرها "يوحد بين القلوب ويقرب وجهات النظر ويكرس الاعتراف بالآخر. وهذا شيء عظيم لم يستطع أي مهرجان موسيقي عربي بلوغه"، أنها قبلت دعوة منظمي المهرجان للمشاركة فيه، دون تردد لتوفير إدارة المهرجان ما أسمته ب"الظروف الفنية" التي أرضتها. وأوضحت أن الموسيقى التركية وكل ألوان الموسيقى الروحية، ترفع نفسها وروحها إلى درجات قصوى من التفاعل والارتياح، مؤكدة أن المقدس بالنسبة إليها هو "المحبة"، و"هدفي تحقيق المحبة بين الناس" و"أنا صوفية وتهمني وأحب سماع هذه الموسيقى الروحية التي تبقى خير أنيس للإنسان في ظل النعرات الطائفية". وبرأيها ف"التصوف غذاء للروح"، متمنية تكثيف الدعوة للفنانين العرب للمشاركة في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة خلال الدورات المقبلة، للإمكانيات المتوفرين عليها ولحاجتهم للاحتضان من مثل هذه التظاهرات التي تأسفت للتركيز على استدعاء نسب مهمة من فناني الغرب على حساب نظرائهم العرب. وأكدت ماجدة الرومي التي لم تستبعد دخول التجربة السينمائية من جديد في حالة توفر موضوع إنساني يستحق مشاركتها كنجمة للأغنية الملتزمة مشيرة إلى وجود مشروع لها في المجال لم تفصح عنه وعن تفاصيله، أن الاتجاه الرائج الآن في الفن هو "الاتجاه التجاري" عكس ما يريده الشارع العربي من أغاني للسلام والقومية العربية. وتحدثت عن ابتلاء الغناء العربي بموجات رديئة تنحو منحى تجاري أكثر منه إبداعي، مشيرة إلى أنها ضد طريقة التصوير المعتمدة في بعض "الكليبات" الغنائية وما أسمته ب"الإسفاف وتسخيف الكلمات واللحن والفن العربي"، مؤكدة أنها "مع الأعمال التي تضيف للفنان جمالية وتميزه عن غيره". وقالت "يجب استغلال صوت الفنان بشكل صحيح عوض أن يتكلم كل واحد بلغته ولنفسه فقط" و"أحاول تقديم الأفضل وليس تقديم أي شيء من أجل المال لأن الفن مثل الحياة نزرع الشيء ونتعب من أجله من أجل أن نحصد. وأنا لا أرضى بغير تقديم الجيد كلمات ولحنا وأداء ولا أحب أن أتسلى بالفن لأنه أسمى من أن يتسلى به". واعترفت بكون الأغنية العربية "تعاني من الفوضى ولم تواصل درب روادها" من قبيل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم وفيروز التي بنظرها "ترمز إلى لبنان الجميل الذي سنلجأ إليه كلما تعبنا من لعب السياسة ومن الحرب". وبنظرها ف"الفنان يجب أن يكون شبيه نفسه وليس شيئا آخرا". واختارت ماجدة الرومي التي تحيي اليوم (الجمعة) حفلا بباب المكينة، أداء أنشودة السلام لثاني مرة بعد أدائها في الحفل الذي أحيته في قلب ساحة الشهداء ببيروت حيث غنت لهذه المدينة "القائمة من تحت الرماد"، في تعامل فريد مع قصائد الشاعر الكبير محمود درويش بعدما كانت تستلهم أغانيها من قصائد نزار قباني. وأكدت أنها ستؤدي خلال الحفل، أنشودة الحب لجبران خليل جبران وبعض قطعها الشهيرة، هدية لجمهور مهرجان فاس الذي قالت أنه "جمهور ذواق يستحق كل كلمات جميلة"، سيرا على دربها الذي استهلته وتواصله بالغناء للسلام والحب وتحسيس الإنسان بإنسانيته وشعوره الإنساني في عالم تطغى عليه الحروب والمشاكل. وتكرس ماجدة ابنة الموسيقى المعروف "حليم الرومي" ذو الأصول المسيحية الكاثوليكية والمتقنة للأسلوب الكلاسيكي والمتجاوزة لحدود الأنماط الموسيقية بمقاربة موسيقية مرتبطة بعصرها، في حفلها بفاس ما تحمله في أعمالها من حب أبدي هائم لوطنها لبنان الذي طالما دافعت عنه بكل استماتة فأصبحت رمزا ومثالا يحتدى به من قبل الجمهور المحب للموسيقى في العالم العربي المحتاج إلى أغنية تهتم بقضاياه عوض أغاني التعري. عن إيلاف ""