استمعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، أول أمس الثلاثاء، في رابع جلسات النظر استئنافيا في قضية الطفلة نجوى عوان، 11 سنة، التي بترت ساقها، بسبب عضة كلب "بيت بول"، إلى مسؤول كبير بفريق الوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم..يدعى (م.ح)، مالك كلب "بيت بول"، الذي عض الطفلة ما أدى إلى بتر رجلها، وصرح الأخير أنه لم يكن موجودا بمنزله لحظة وقوع الاعتداء على الطفلة، مضيفا أنه لم يعلم بالحادث، إلا حينما جرى الاتصال به لإخباره بذلك. واستمعت الهيئة كذلك إلى أحد الجنود، الذي كان يحرس فيلا مقابلة للفيلا، التي وقع أمامها الاعتداء على الطفلة، إذ أكد أنه حين خرج وجد الطفلة مرمية على الأرض والمدعو (ح) حارس فيلا المسؤول الودادي، يحاول تهدئة الكلب، وينادي على شخص آخر، مطالبا إياه بإحضار سلسلة للسيطرة على الكلب الهائج، وأضاف الجندي "سيطرنا على الكلب ووضعناه في الصندوق الخلفي للسيارة". ووجهت الهيئة أسئلة إلى حارس الفيلا، بحيث تبين لها ارتباك هذا الأخير في الأجوبة على عدد من الأسئلة، ليلتمس ممثل النيابة العامة منها اعتقاله بتهمة شهادة الزور، ومحاولة تضليل العدالة، إذ قد يواجه عقوبة سجنية تتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات، حسب ما ينص على ذلك القانون الجنائي المغربي، وأجلت الغرفة إتمام الاستماع إلى الشهود إلى جلسة الثلاثاء المقبل. حضر الجلسة، التي انطلقت في حدود الحادية عشرة والنصف صباحا عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية والنقابية والحزبية. وكانت الطفلة نجوى، سردت خلال الجلسة الماضية أمام هيئة المحكمة المعاناة النفسية والجسدية التي تعانيها، منذ وقوع الحادث، الذي غير مجرى حياتها، وأفقد المغرب بطلة واعدة في مجال رياضة ألعاب القوى. وكانت المحكمة الابتدائية قضت، في 11 ماي 2009، بعدم الاختصاص، والإيذاء غير العمد، بعد أن رفع والد الضحية دعوى ضد مالك الكلب، الذي نفى ملكيته للكلب، وأحضر شهود نفي في المحكمة، مستخدمين لديه. يذكر أن الطفلة نجوى تعرضت، في 27 يناير 2008، لعضة كلب من نوع "بيت بول"، في حي إسلان بالبيضاء، حين كانت تلعب رفقة صديقاتها، إذ فوجئت بكلب يطوف حولها، وحاولت الهرب، لكنه انقض عليها. وعرضت على مصحة خاصة، وأجريت لها عملية جراحية، ارتكب أثناءها خطأ كبير، وتقدم والد الطفلة بشكاية إلى دائرة الأمن بسيدي معروف، عقب ظهور مضاعفات على ساق الطفلة، فلم يجد الأطباء بمستشفى ابن سينا بالرباط بدا من بترها. يشار إلى أنه جرى، أخيرا، تأسيس "جمعية نجوى لضحايا الكلاب"، ستتابع هذا الملف، وغيره من الملفات، التي يكون ضحاياها أطفال تعرضوا للمأساة نفسها، كما أن هناك تضامنا جمعويا وحقوقيا ونقابيا مع الضحية نجوى ومع قضيتها.