أكد خطيب المسجد الأقصى، يوسف جمعة سلامة، أول أمس الثلاثاء، بطنجة، أن الدعم المغربي لسكان مدينة القدس، يشكل نموذجا ناجحا من بين مبادرات التضامن على المستوى السياسي والميداني مع المدينة المقدسة. وأشار سلامة، الذي يشغل أيضا نائب رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس، إلى أن المبادرات التي يقوم بها المغرب في هذا الاتجاه، والمترفعة عن كل حسابات ضيقة، تدخل في إطار استمرار العلاقات المتينة، التي تربط، منذ قرون، بين الشعبين الفلسطيني والمغربي. وأعرب سلامة، الذي كان يتحدث، خلال لقاء نظمته وكالة بين مال القدس، بتعاون مع مجلس مدينة طنجة، باسم سكان مدينة القدس، عن جزيل شكره للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، على مبادرات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وجهود الحفاظ على مدينة القدس والدفاع عن هويتها الحضارية ورموزها الدينية المقدسة. وأثنى المسؤول الفلسطيني على جهود جلالة الملك محمد السادس، خصوصا عبر وكالة بيت مال القدس، من أجل الحفاظ على الطابع الإسلامي المسيحي للمدينة، والدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من محاولات التهويد المتكررة لقوات الاحتلال. وبعد أن أشار إلى التهديدات التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في هذه المدينة، المتمثلة في الترحيل الجماعي، بعد هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي، أبرز سلامة مبادرات وكالة بيت المال القدس لإعادة بناء المنازل المهدمة ومستشفى المدينة، بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع الاجتماعية لفائدة سكان القدس. وفي هذا الإطار، أبرز الدعم الشخصي، الذي يوفره صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي قدم هبة بقيمة 5 ملايين دولار من ماله الخاص لإعادة بناء كلية الزراعة، التي تهدمت خلال اجتياح قطاع غزة. من جهة أخرى، حث خطيب المسجد الأقصى الأمة الإسلامية على مضاعفة الجهود والمبادرات، من أجل الدفاع عن القدس ضد سياسة الاستيطان والتهويد والحفريات تحت الحرم الإبراهيمي، داعيا إلى مواجهة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى الرفع من نسبة السكان اليهود بالمدينة إلى 80 في المائة، في أفق سنة 2020 . كما دعا إلى إيلاء أهمية خاصة إلى القضية الفلسطينية، وملف القدس الشريف، على الخصوص، في الإعلام العربي، وتقوية المؤسسات الفلسطينية بالمدينة المقدسة، بتمكينها من الموارد التقنية والمالية والبشرية الضرورية. جرى هذا اللقاء، المنظم تحت شعار "لجنة القدس بين المجهود السياسي والعمل الميداني"، بحضور، على الخصوص، والي جهة طنجة تطوان، محمد حصاد، وعدد من المنتخبين والفاعلين في المجتمع المدني. وكان خطيب المسجد الأقصى الدكتور، يوسف جمعة سلامة، أكد يوم الاثنين المنصرم، بتطوان، أن الدعم المادي والملموس الوحيد، الذي يقدمه العالم العربي الإسلامي للقدس، وإلى السكان الفلسطينيين، هو من وكالة بيت مال القدس، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ومن خلاله الشعب المغربي قاطبة. وكان الدكتور جمعة سلامة، الذي يعد أيضا نائب رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس، يتحدث خلال ندوة نظمتها جامعة عبد المالك السعدي بتعاون مع وكالة بيت مال القدس حول موضوع "المكانة الروحية للقدس في ظل تحديات التهويد والاستيطان"، بحضور السلطات المحلية، والمنتخبين، وأساتذة جامعيين، وعدد من الطلبة. وأشاد المسؤول الفلسطيني، في هذا السياق، بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة من أجل الحفاظ على الطابع الإسلامي-المسيحي للقدس، والدفاع عن ثالث الحرمين من محاولات التهويد المتكررة للمحتل، مؤكدا أن هذه المحاولات سيحكم عليها بالفشل للأبد. وبعد أن استعرض تاريخ هذه المدينة، التي كان المغاربة عبر التاريخ من السباقين للدفاع عن طابعها الحضاري، ذكر المحاضر بالدعم الذي تقدمه الحكومة والشعب المغربي للفلسطينيين، خصوصا بعد الاجتياح والعدوان الإسرائيلي، من خلال الجسر الجوي الذي وضعه المغرب لنقل المساعدات الطبية والغذائية للسكان، وإرسال بعثة طبية مغربية إلى عين المكان. من جهة أخرى، أشار خطيب المسجد الأقصى إلى التهديدات التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في هذه المدينة، والمتمثلة في الترحيل الجماعي بعد هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي. وفي هذا الصدد، أبرز العمل المهم الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس لإعادة بناء المنازل المهدمة والمستشفى بهذه المدينة، التي تضم بين سكانها العديد من الأسر من أصل مغربي، فضلا عن الدعم الشخصي الذي يقدمه صاحب الجلالة، الذي قدم هبة بقيمة 5 ملايين دولار من ماله الخاص لإعادة بناء كلية الزراعة التي تهدمت خلال اجتياح قطاع غزة. وعلى صعيد آخر، حث المحاضر الأمة الإسلامية على التحرك والاقتداء بالنموذج المغربي للحيلولة دون مواصلة قوات الاحتلال لسياستها الاستيطانية، منددا بإقامة العديد من المباني والرموز الدينية اليهودية في المدينة القديمة للقدس، خاصة"كنيس الخراب"، الذي يمثل الرمز الديني اليهودي الأكثر أهمية في المدينة القديمة، ناهيك عن مشاريع بناء أخرى تدل على أن الاحتلال ينوي تعزيز وجوده في المدينة. وأشار إلى أن عملية التهويد هذه، التي بدأت منذ 1948، وتكثفت منذ يونيو1967، لاسيما من خلال مصادرة مفتاح باب المغاربة، ترمي في المقام الأول إلى تغيير معالم الطابع الديمغرافي والمعماري للقدس عن طريق الاستيلاء على جل المباني الكبرى بالمدينة، وهدم المؤسسات القائمة بغية استبدالها بمؤسسات يهودية. وكان مصطفى بنونة، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، ذكر بالدعم الذي ما فتئ المغرب، بقيادة جلالة الملك، يمنحه لفلسطين عامة وللقدس، على وجه الخصوص، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ظلت وستبقى على الدوام في صلب انشغالات المغاربة.