استقال رئيس البرلمان الصومالي، أول أمس الاثنين، وقال الرئيس، شيخ شريف أحمد، إنه سيعين رئيسا للوزراء فيما اعتبره محللون اتفاقا لتمهيد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة مستقرة في البلاد.وصوت البرلمان الذي انعقد للمرة الأولى منذ ديسمبر بأغلبية كبيرة لصالح إقالة رئيس الوزراء، عمر عبد الرشيد شارماركي، وحكومته المدعومة من الغرب. كما صوت بعض النواب لصالح إقالة رئيس البرلمان ادن مادوبي. وقال رئيس البرلمان شيخ ادن محمد مادوبي للصحافيين إنه طلب من رئيس البلاد تشكيل حكومة جديدة بعد اقتراع على الثقة. وكان رئيس الوزراء، عمر عبد الرشيد شرماركي، أكد أن حكومته المدعومة من الغرب ستستمر في عملها. وقال شرماركي للصحافيين حكومتي تخدم الشعب الصومالي وسوف تستمر في جهودها المخلصة لتوحيد الصومال وتهدئته. واجتمع البرلمان للمرة الأولى منذ ديسمبر في الوقت الذي أطلق فيه مقاتلون من جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة قذائف مورتر صوب مبنى البرلمان. وردت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي على النيران. وأصيب النشاط البرلماني بالشلل هذا العام مع إقامة العديد من أعضاء البرلمان في كينيا وأوروبا والولايات المتحدة بسبب مخاوف أمنية. والمجلس منقسم أيضا بسبب نزاع مرير حول فترة ولاية رئيس البرلمان واختصاصاته. وقال مادوبي لرويترز عبر الهاتف، صوت 280 عضوا ضد الحكومة و30 لصالحها ولزم ثمانية أعضاء الصمت. وعليه سنطلب من الرئيس شيخ شريف تشكيل حكومة على نحو عاجل. وأكد عضو في أمانة البرلمان رفض نشر اسمه نتيجة الاقتراع. لكن أعضاء آخرين في البرلمان نفوا حدوث اقتراع على الثقة في الحكومة وقالوا إن الأعضاء صوتوا في الحقيقة لعزل رئيس البرلمان في مشاهد سادتها الفوضى. وقال أبرز عضو في البرلمان حاجي شوجري: أطلب من أي شخص يريد أن يكون الرئيس القادم للبرلمان أن يحضر سيرته الذاتية وطلبا (لشغل للمنصب). وسرعان ما شكك المحللون في دعوة مادوبي إلى تشكيل حكومة جديدة مشيرين إلى أنها على الأرجح خدعة للبقاء في منصبه وهو أحد أكثر المناصب نفوذا في الصومال وحذر البعض من أن الصراع السياسي الداخلي في طريقه للتصاعد على ما يبدو. وقال رشيد عبدي وهو محلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات مقره نيروبي إن الصراع الحالي داخل الحكومة سيزداد ضراوة.. التجاذب في البرلمان وداخل السلطة التنفيذية سيزداد شراسة وعليه فإننا داخلون الآن في مياه متلاطمة الأمواج. وقدرت جماعة للدفاع عن حقوق الإنسان أن إجمالي عدد الضحايا 24 قتيلا لكنها قالت إن العدد سيزيد على الأرجح. وقال علي جيدي نائب رئيس جماعة علمان وصل إجمالي القتلى الآن إلى 24 وقد يزيد مع استمرار القصف الشديد. مستشفيات مقديشو مكتظة بالجرحى. أحصينا حتى الآن 58 جريحا على الأقل. وأضاف إن مئات الأسر تهرب بما يمكنها حمله من متعلقات من خمسة أحياء على الأقل في العاصمة. واعتبر محللون أن الرئيس شيخ شريف أحمد فشل في تحقيق الأمل المرجو بتوحيد بعض الفصائل المتحاربة في البلاد وإرساء قدر أكبر من السلطة المركزية في أعقاب انتخابه في يناير عام 2009. ويعاني الصومال من العنف ويفتقر إلى حكومة مركزية فعالة منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991. ويشن مقاتلون إسلاميون تمردا منذ ثلاثة أعوام أودى بحياة أكثر من 21 ألف شخص.