عاد رئيس وزراء الصومال الجديد عمر عبد الرشيد شرماركي إلى مقديشو للمرة الأولى منذ تعيينه، فيما تعهدت المحاكم الإسلامية بالتدخل لإنهاء القتال الدائر في البلاد منذ الثلاثاء الماضي وفرض الأمن والاستقرار. وقال شرماركي في مطار مقديشو يوم الخميس 26 فبراير 2009 أنا سعيد جدا بالعودة بعد عقد من الزمان، وأولويتنا القصوى توفير قدر أفضل من الأمن . ودعا الصوماليين إلى تفادي إراقة المزيد من الدماء. وأوضح شرماركي أن الحكومة الجديدة ستعقد أول اجتماع لها في مقديشو بعد يومين، وستكون الأولوية في الشهور الثلاثة الأولى لإنشاء قاعدة عمل لها في المدينة وإقامة وزارات فعالة ووضع عملية السلام الجادة في مسارها الصحيح. وسمع صوت إطلاق نار متقطع في العاصمة لدى وصول رئيس الوزراء الذي تلقى تعليمه في الغرب وهو نجل رئيس سابق تم اغتياله. ومن جهتها أعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم الخميس26 فبراير 2009 أن أطباءها عالجوا 121 شخصا خلال 24 ساعة بين يومي الثلاثاء والأربعاء في عيادة بالعاصمة. وذكرت أن 47 منهم كانوا من النساء والأطفال تحت سن 14 عاما مما يدل على أن المدنيين هم الذين يدفعون ثمنا كبيرا للقتال. وأوضحت أن جميع إصاباتهم كانت ناتجة عن انفجارات وأسلحة نارية. وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الصومال شيلاغ وودز متحدثا في جنيف إن فريقهم ظل يعمل بلا توقف طوال الليل. وكان مجلس الأمن الدولي أدان بالإجماع الأربعاء وبشدة الهجوم على قوة الاتحاد الأفريقي بالصومال الذي أدى إلى مقتل 11 جنديا بورونديا، وهو الهجوم الذي تبنته حركة الشباب المجاهدين، وحث المجلس جميع الصوماليين على نبذ العنف والتطرف . وقال رئيس المجلس السفير الياباني يوكيو تاكاسو إن الأعضاء الـ15 يؤكدون مجددا التزامهم بدعم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال التي لها دور حيوي تلعبه في المساعدة على تحقيق السلام والأمن في الصومال . وأكد تاكاسو ترحيب الأعضاء بالعملية السياسية بالصومال التي أدت لزيادة أعضاء البرلمان وانتخاب رئيس جديد هو شريف شيخ أحمد. ودعا أعضاء مجلس الأمن الصوماليين إلى نبذ العنف وتبني الوسائل السلمية لحل النزاعات، ودعم الحكومة من أجل تحقيق هذا الهدف. ومن جهتها تعهدت المحاكم الإسلامية الموالية للرئيس شريف على لسان مسؤول العمليات بأنها ستتدخل عسكريا لحسم الأمور إذا لم يوقف الحزب الإسلامي عملياته العسكرية. وأكد شيخ عبد الرحيم عيسى عدو التزام المحاكم بدعوة مجمع علماء الصومال الذي دعا إلى السلام ووقف نزف الدم. واندلع القتال بعد أيام معدودة من عودة الرئيس شريف إلى مقديشو ليشكل حكومة وحدة وطنية جديدة.