ناقش المشاركون في فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي، التي جرى تنظيمها يومي 12 و13 ماي الجاري، في مدينة دبي الإماراتية، فرص وآمال المحتوى الإعلامي العربيمحمد بن راشد آل مكتوم (خاص) في ظل توسع ظاهرة التعريب ودبلجة الأفلام والبرامج والمسلسلات، ورواجها لدى الجمهور العربي، كما ناقشوا قدرة المحتوى المحلي على الصمود في وجه هذا الزحف، حيث انقسم المشاركون في الجلسة بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة. ودعا أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، إلى الانتقال للجودة، معللا ذلك بأن مرحلة الكم، ولت، لذا يجب الاعتماد على أطر مكونة وواعية، التي تأتي بالتسويق الجيد والتدريب، مشيرا إلى أن الضعف القائم في المنطقة العربية متكرر، ويفسح المجال للمحتوى القادم من خارج الأمة العربية، والسبب هو ضعف التسويق، والحل هو الإنتاج المشترك، الذي يعمل على تلاقي المصالح والأهداف. وسلطت هذه الجلسة، التي نشطت فقراتها جومانا بوعيد، رئيسة تحرير النشرات الإخبارية، بمجموعة روتانا الإعلامية، حسب بلاغ للمنتدى توصلت "المغربية" بنسخة منه، الضوء على مستقبل المحتوى العربي في وسائل الإعلام العربية، خصوصا في مجال التلفزة، الذي يتراوح بين برامج أصلية جرى تطويرها في العالم العربي، ونماذج عالمية يجري تعديلها لتتوافق مع السوق المحلي، وبرامج أخرى يجري اقتناء حقوق بثها أو دبلجتها إلى اللغة العربية. وقال عبد المحسن البناي، المدير التنفيذي لمؤسسة إنتاج البرامج المشتركة، لمجلس التعاون لدول الخليج "لقد بدأنا أول إنتاج عربي مشترك عن طريق برنامج "افتح يا سمسم"، الذي جرى عرضه سنة 1979، وكان له دور كبير بتعزيز اللغة العربية لدى الأطفال، وشارك به كتاب من مختلف الدول العربية". وتميز المنتدى بمشاركة مايكل جولدن، الرئيس ومدير العمليات التنفيذي، بشركة "يويورك تايمز"، الذي أشار إلى أن القضية الرئيسية، التي تواجه الصحافة المطبوعة في الوقت الحالي، هي إمكانية المزاوجة بين توجه الحفاظ على استمرارها كصحافة مطبوعة وبين توجه التحول إلى صحيفة إلكترونية والذي يتيح لها قاعدة أعرض من الجمهور. وقال جولدن إن "نيويورك تايمز" واجهت فترة صعبة، استمرت لثمانية عشر شهرا قبل أن تتخذ قرارها بإصدار نسخة إلكترونية، التي تمكنت من اجتذاب أكثر من 20 مليون قارئ مما يعني أنه أصبح لمجموعته جمهور حريص على متابعتها بشقيها المطبوع والإلكتروني. ومن جانبه قال المصري أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، الذي حل ضيفا على المنتدى، إن دور العلم والإعلام يعتمد على ثلاث ركائز أساسية، حسب وجهة نظره، وهي طبيعة التغير، ونوعية المتلقي، والتحديات العصرية التي تواجه العالم العربي. وأوضح زويل أن هناك نوعين من التغير، تدريجي وفجائي. وهذان النوعان مرتبطان بكافة العلوم والتحركات البشرية. موضحا كذلك أن الحضارات تستغرق وقتا كبيرا في الصعود والنمو، لكنها عندما تنهار فإنها تهبط بشكل سريع، ضاربا أمثلة على ذلك بالاتحاد السوفيتي. واعتبرت مريم بن فهد، المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة، أن المنتدى سيقدم باقة من أبرز الموضوعات والقضايا في المشهد الإعلامي العالم والعربي بما يقع في دائرة اهتمام صناع القرار والقائمين على المؤسسات الإعلامية على اختلاف تخصصاتها وأهدافها، كما سيطرح ظواهر جديدة لم يسبق وأن جرى مناقشتها ودراستها على هذا النحو، مضيفة أن هذه الدورة تركز على الحركية الحالية التي يشهدها المشهد الإعلامي العربي والعالمي بسبب التبعات، التي فرضها التباطؤ المالي العالمي وأشكال تعاطي المؤسسات الإعلامية معه. وتميز المنتدى بتنظيم مجموعة من الورشات المتخصصة واللقاءات التقييمية، حول تطوير أداء الإعلام العربي في المنطقة. من جهة أخرى، أظهر الإصدار الثالث لنادي دبي للصحافة، من تقرير "نظرة على الإعلام العربي 2009 – 2013" تباينا شديدا في وضع ونضج المحتوى المحلي في الوطن العربي، وأكد التقرير ذاته أن المحتوى العالي الجودة هو أحد أهم العناصر التي من شأنها أن تساهم في خلق عائدات مجزية. وأثبتت الدراسات أنه رغم ضعف عائدات الإعلان في المنطقة العربية فإن هناك طلبات متزايدة على المحتوى العربي، وكانت اللغة العربية الخيار الأول، كاللغة المفضلة للاستهلاك الإعلامي في كافة وسائل الإعلام بالمنطقة. تجدر الإشارة إلى أن المنتدى العربي للإعلام، نظم من قبل نادي الصحافة في دبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.