تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، خلال الأيام المقبلة، في ملف عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص، متابعة بتهم "تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة باستعمال الأسلحة البيضاء مع حالة العود".وجاءت متابعة أفراد العصابة بعد اقتحامهم، في مارس الماضي، لوكالة بنكية، بمنطقة بورنازيل بالدارالبيضاء، بعد تقدم مديرها بشكاية الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ابن امسيك سيدي عثمان، وتفيد بتعرض الوكالة البنكية للاقتحام من طرف بعض اللصوص. فانتقلت عناصر الفرقة الجنائية المذكورة إلى مسرح الحادث، وقامت بإجراء معاينة ومسح للمكان بمساعدة عناصر الشرطة العلمية والتقنية، التي عملت على رفع البصمات، لكن التحريات الأولية لم توصل العناصر الأمنية إلى هوية اللصوص، إذ تبين لها أن أفراد العصابة استعملوا خلال اقتحامهم للوكالة المستهدفة، القفازات، كما أن جهاز كاميرا المراقبة، لشركة الحراسة المثبت بالوكالة البنكية، لم يعط صورا واضحة وتقريبية لملامح المعتدين، بسبب الضبابية التي غلبت على عملية التصوير. وأوضحت مصادر أمنية أن التحقيقات في الحادث، أخذت منحى آخر بعد هذه المعطيات، إذ باشرت العناصر الأمنية حملات تمشيطية واسعة بمنطقة بورنازيل والأحياء المجاورة لها، بحثا عن العناصر المشبوهة ذات السوابق في هذا المجال، فجرى اعتقال عدد منهم، وبعد التحقيق معهم تبين عدم صلتهم بالحادث، فبدأت العناصر الأمنية في البحث في مجموعة من الصور التقريبية لمقتحم الوكالة، عبر رصد تحركاته بشريط جهاز الكاميرا، لتتمكن من الوصول إلى هويته، وبالتالي ألقت القبض عليه، وبعد التحقيق معه، أنكر بدوره صلته بالحادث، لكن بتضييق الخناق عليه، اعترف بعملية الهجوم على الوكالة البنكية بمساعدة شريكين له. وخلال التحقيق المعمق مع المتهم، تبين للمحققين أنه زعيم العصابة، ويدعى (ج.ع)، 21 عاما، وأنه حديث الخروج من السجن، بعد أن أدين بعقوبة حبسية من طرف استئنافية الدارالبيضاء، بعد متابعته بتهمة السرقة الموصوفة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن المتهم، أقر في اعترافاته، أنه وبعد فترة ليست بالطويلة عن خروجه من السجن، حتى عاد لاستئناف نشاطه الإجرامي في مجال السرقة، إذ بدأ باستهداف المارة في الأماكن الفارغة خاصة بالليل، وسلبهم ما بحوزتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، مضيفا أنه تعرف على شريكيه (ع.م)، 20 عاما، و(أ.م)، 19 عاما، واتفقوا على تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة، ومنها تمكن زعيم العصابة من توسيع نشاطه، مضيفا أنه بدأ بمساعدة شريكيه بتنفيذ عمليات السرقة التي تستهدف الفتيات العاملات بالحي الصناعي مولاي رشيد، واعتراض سبيلهن، خاصة خلال الساعات الأولى من الصباح أو في المساء، بعد خروجهن من العمل، فضلا عن استهداف الشباب برفقة الفتيات أيضا، بالمناطق المهجورة أو الحدائق بالمنطقة. وأبرزت المصادر أن المتهم، أكد أنه وبعد تمكنه رفقة شريكية من القيام بمجموعة من عمليات السرقة، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، اتفق معهما على تغيير طريقة الاعتداءات باستهداف زبناء إحدى الوكالات البنكية وترصد تحركاتهم بمنطقة بورنازيل، خاصة أمام الشباك الأوتوماتيكي، وسلبهم أموالهم بعد سحبها، لكنه أضاف أن جميع محاولات أفراد العصابة باءت بالفشل، ليقترح عليهم تنفيذ عملية اقتحام الوكالة وسرقتها، بعد معاينة الوكالة البنكية من الداخل ومعرفة جميع المداخل المؤدية إلى خزينة الودائع، خاصة بعد علمه عدم وجود حارس ليلي للوكالة خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل. ويوم تنفيذ عملية الاقتحام، أوضح زعيم العصابة أن شريكيه ظلا خارج الوكالة البنكية للقيام بدور الحراسة، في حين حاول المتهم اقتحام الوكالة بكسر زجاج النافذة، والاستيلاء على بعض المال، إلا أن رنين جرس الإنذار بالوكالة، باغثه ليلوذ بالفرار دون تمكنه من الوصول إلى خزينة الودائع المالية للوكالة. وتمكنت العناصر الأمنية من الوصول إلى شريكي المتهم، وأحيل الجميع على استئنافية البيضاء، التي ستقول كلمتها فيهم.