أجبر سائق شاحنة صهريجية ومساعده، كانا قادمين من اتجاه الدارالبيضاء، صوب الجرف الأصفر بإقليم الجديدة، سيدة مطلقة، في عقدها الثالث، على مرافقتهما، على متن الشاحنة التي كانت تقلهما، وعمدا إلى تعنيفها، واغتصابها بالتناوب، وبطرق شاذة.وكانت الضحية المدعوة (ف)، في زيارة لخالتها المقيمة بمركز البئر الجديد، وكانت ترغب، ليلة الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في العودة إلى محل سكناها بأزمور، فلم تجد وسيلة للنقل، ما اضطرها للتوقف على قارعة الطريق. ومرت شاحنة صهريجية، وتوقفت، وطلب منها السائق ومساعده، إيصالها إلى وجهتها، إلا أنها أبدت شكوكا، وساورها الخوف. فنزلا، وأجبراها على الصعود إلى الشاحنة، التي غادرت البئر الجديد بسرعة جنونية. ولحظة مرورها بمحاذاة أزمور، طلبت من السائق التوقف لإنزالها فرفض، وشرع بمعية مساعده، في تعنيفها. واستمرت الرحلة الجهنمية إلى غاية مدارة "المصور راسو"، وهناك حاولت الضحية الاستغاثة، وإثارة انتباه رجال درك، كانوا يسهرون على تنظيم حركات السير والجولان، في هذا المحور الطرقي الرئيسي. واستل "الكريسون" سكينا، ووضعه على بطن السيدة المحتجزة، ما جعلها تلتزم الصمت، خوفا على حياتها. وعلى الطريق الرابطة بين "المصور راسو"، والجرف الأصفر، وفيما تولى مساعد السائق قيادة الشاحنة، أرغم السائق الضحية على نزع ملابسها، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، ومارس عليها الجنس بالقوة، رغم توسلاتها والدموع التي كانت تنهمر من عينيها. وبعد أن أشبع غريزته، بشكل وحشي وهمجي، تبادل الأدوار مع مساعده، الذي قام بدوره باغتصابها وتعنيفها. ورمياها ليلا على جنبات الطريق، في حالة حرجة، ونفسية مهتزة. وفي حدود الواحدة والنصف من صبيحة الأربعاء الماضي، مرت سيارة خفيفة بالجوار، وانتبه سائقها إلى المرأة المتخلى عنها، وحملها إلى سيدي بوزيد، والتحقت بمركز الدرك الملكي، بعد صعوبة في السير راجلة، وكانت ثيابها ممزقة، وقدماها حافيتان، وأثار التعنيف بادية على جسدها النحيل. وسردت وقائع النازلة على الدركيين المداومين بالفرقة الترابية، وأدلت بأوصاف المشتبه بهما، اللذين لم تكن تعرفهما أو على علاقة بهما. وكانت احتفظت، إثر نازلة اختطافها واحتجازها واغتصابها الجماعي، برقم اللوحة المعدنية الخاص بالشاحنة الصهريجية. ما مكن من الاهتداء إلى الفاعلين، وتحديد هويتيهما، ومن ثمة إيقافهما، وإخضاعهما للبحث. وتعرفت الضحية عليهما، رغم محاولة إنكارهما للأفعال الإجرامية المنسوبة إليهما، إلا أن التفتيش الذي أجراه المحققون داخل الشاحنة، التي شهدت وقائع الجريمة، أسفر عن العثور على بعض أغراض الضحية، من جملتها هاتف محمول، ومحفظة يدوية، كان بها مبلغ 1250 درهما، كان المشتبه بهما استحوذا عليها، إثر ارتكاب جنايتهما، التي ستلقي بهم لسنوات طويلة، وراء القضبان. وأحالتهما الضابطة القضائية، الخميس الماضي، على الوكيل العام باستئنافية الجديدة.