بعد غياب دام قرابة 25 سنة بالديار الفرنسية، يعود الفنان المغربي حميد بلمين إلى المغرب، بألبومين جديدين من ألحانه وكلمات نخبة من الزجالين المغاربة منهم حميد البوعجيلي، ومحمد حايك.الفنان حميد بلمين (خاص) يضم الألبوم الأول ست أغان عاطفية واجتماعية، اختار من خلالها الملحن بلمين العودة إلى الساحة الفنية المغربية، بعد هجرته إلى فرنسا أواخر ثمانينيات القرن الماضي، لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، ومن بين أغاني الألبوم الجديد أغنية "مختلفين"، من كلمات سعيد البوعجيلي، و"أناديك" لمحمد حايك، و"قرار نهائي"، و"حبني وتشوف". فيما سيضم الألبوم الثاني، الذي سيطرح في الأسواق بمناسبة شهر رمضان الكريم أربع أغان دينية، ويتعلق الأمر بأغاني "سبحان الله"، و"نبي الله"، و"الرجوع لله"، و"محمد صاحب الشفاعة" بتوزيع جديد. في حديثه عن الألبومين الجديدين، قال الملحن والمغني حميد بلمين، في لقاء مع "المغربية" إنه اختار العودة إلى المغرب، الذي لم ينسه طوال إقامته بالمهجر، بأغان مغربية جديدة، وظف فيها التراث المغربي، خصوصا الأندلسي، والعيطة، لخدمة الأغنية المغربية، خصوصا بعد الأزمات، التي عرفتها هذه الأغنية نتيجة سيطرة بعض الأسماء على دواليب الإنتاج، وتنكرها للمواهب الجديدة، التي لا تفتقر إلى الموهبة ولا ينقصها سوى التشجيع ومد يد العون من خلال الاحتضان والتشجيع والتأطير، مشيرا إلى أنه عانى في بداياته الفنية عدة مضايقات جعلته يختار الاغتراب، رغم اشتغاله مع ألمع الفنانين المغاربة آنذاك من ملحنين ومطربين. وأضاف بلمين، الذي ينتمي إلى عائلة فنية عريقة، إذ كان والده موسيقيا في جوق مولاي أحمد لوكيلي بفاس، وربطته علاقات عمل وصداقة مع رواد الأغنية المغاربية أمثال، حياة الإدريسي، وعتيقة عمار، وعبد الله عصامي، والراحل عبد الحميد بنبراهيم، والرحل سليم الهيلالي، الذي رافقه في مسيرته الفنية، خصوصا بعد تأسيسه لملهى "الكوك دور" الديك الذهبي، أن الساحة الفنية المغربية تتوفر على أصوات جميلة وقوية أمثال حاتم عمور، وحاتم إدار، وأسماء لمنور، وليلى البراق وغيرهم، معربا عن استعداده للتعاون مع هذه الأسماء من أجل الرقي بالأغنية المغربية التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر جهود الجميع، لردم الهوة بين جيل الرواد والشباب، من خلال التعريف بمسار الرواد وتقديم تجاربهم الفنية إلى الجيل الجديد، من أجل النهوض بالفن المغربي لأن "من لا ماضي له لا حاضر له". من جهة أخرى، قال بلمين، إنه يستعد لتلحين ألبوم غنائي خاص بالأطفال، الذين وصفهم بجيل المستقبل، الذي في حاجة ماسة إلى أغان خفيفة ومسلية، وفي الوقت نفسه جادة وهادفة، تساهم في تكوين وإغناء حسهم الفني، مشيرا إلى أن أغنية الطفل استهوته، منذ بدايته الفنية، إلا أن الظروف لم تكن مواتية لخوض التجربة، التي اعتبرها ضرورية، رغم صعوبتها. وأوضح بلمين أن الإقدام على إنجاز ألبوم غنائي للأطفال يتطلب جهدا مضاعفا، لأن الطفل يحتاج إلى أغان تزرع بداخله القيم والمبادئ والأخلاق، مضيفا أن من بين الأسباب الأخرى، التي أخرته في تلحين أغان موجهة إلى الأطفال، خروج الإذاعة والتلفزيون، من دائرة إنتاج برامج وأغاني الأطفال، وتعنت شركات الإنتاج، التي ترفض تماما التعامل مع مثل هذه الأغاني، باعتبارها فنا هامشيا لا يدر أي ربح، في ظل واقع أصبح يعتبر أن إنتاج أي ألبوم غنائي، مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصا بعد إفلاس العديد من شركات الإنتاج، بسبب استفحال ظاهرة القرصنة، التي باتت تهدد الأغنية في العالم كله، والأزمات الاقتصادية، التي قلصت الإنتاج الغنائي، خلال السنوات العشر الأخيرة. وفي حديثه عن القرصنة، أكد بلمين أنها أصبحت مثل مرض مزمن يفرض علينا التعايش معه، موضحا "أنه على الفنانين، خصوصا المبتدئين، أن ينظروا إلى القرصنة كوسيلة إشهارية تساهم في تقديم أعمالهم إلى أكبر شريحة للجمهور وانتشارهم، ما يؤهلهم إلى المشاركة في مختلف المهرجانات الوطنية والدولية، التي يجب أن تلعب دورها في دعم الفنان وإنقاذه من براثن القرصنة التي قد تثني معظمهم عن الاستمرارية.