دمرت صواريخ أطلقتها طائرات أميركية دون طيار، أمس الثلاثاء، موقعا يشتبه أنه معسكر تدريب لمقاتلي طالبان والقاعدة في وزيرستان الشمالية شمال غرب باكستان ما أدى إلى سقوط 14 قتيلا في صفوف المتمردين, حسب ما أعلن مسؤولون أمنيون محليون.جنود باكستانيون يحملون نعوش زملاء لهم قضوا في تفجيرات (أ ف ب) واستهدف الهجوم، الذي استخدم فيه 12 صاروخا على الأقل منطقة لوارا ماندي في وزيرستان الشمالية في المنطقة القبلية القريبة من الحدود مع أفغانستان، التي تعد معقلا لمقاتلي طالبان والقاعدة. وهذا ثاني هجوم يستهدف هذه المنطقة الجبلية منذ، الأحد الماضي، حين أطلقت طائرة دون طيار أربعة صواريخ ما أدى إلى مقتل متمردين اثنين. وقال مسؤول باكستاني فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "حسب آخر المعلومات التي لدينا فان 14 متمردا قتلوا. استهدفت الصواريخ معسكرا وسيارات متوقفة خارجه". وأكد مسؤولون محليون تفاصيل الهجوم. وحسب أحدهم فان معسكر التدريب المستهدف في قرية انزاركاس مكون من مجموعة مساكن وقتية من الآجر على بعد نحو50 كلم غربي ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية. وكان يدير المعسكر مقاتلون تابعون لحفيظ غول باهادور وهو متمرد محلي حارب إلى جانب طالبان بأفغانستان حين اجتاح تحالف قادته الولاياتالمتحدة تلك البلاد في 2001 . ويقود باهادور نحو ألفي مقاتل. وتشن القوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان بانتظام هجمات على المناطق القبلية الباكستانية التي تستخدم قاعدة خلفية لطالبان أفغانستان المدعومين من طالبان باكستان والملاحقين من قبل القوات الأجنبية في أفغانستان. من جهة أخرى، كشف مسؤول أميركي، أن المشتبه به في محاولة تفجير "تايمز سكوير" الفاشلة، فيصل شاهزاد، سافر إلى باكستان لطلب المساعدة من حركة طالبان الباكستانية لتنفيذ التفجير. وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، إن شاهزاد كان ينشد المساعدة، وأنه كان يدرس الهجوم خلال رحلته الأخيرة إلى هناك، حيث تلقى تدريبات على كيفية تنفيذ هجمات بقنابل، إلا أنه لم يتضح إلى أي مدى كانت الحركة ضالعة في التخطيط للعملية. وأوضح المسؤول الأميركي أن الولاياتالمتحدة تقدمت بتوصيات وطلبات محددة إلى باكستان عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية، تنحصر حالياً حول شاهزاد، مرجحاً أن واشنطن قد تطالب الباكستانيين بفعل المزيد. وتتفق تصريحات المصدر مع إعلان كبار مستشاري الرئيس الأميركي ، باراك أوباما، أن شاهزاد عمل مع حركة طالبان في باكستان. وقال وزير العدل الأميركي، أريك هولدر "الأدلة التي تبلورت الآن تظهر أن طالبان الباكستانية وجهت المخطط". بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كرولي، إن الحركة زودت شاهزاد بمواد من الواضح أنها ساعدته في تنفيذ الاعتداء". كما قال جون برينان، مساعد أوباما لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، إن المعتقل الباكستاني الأصل يعمل على الأرجح بالتنسيق مع حركة طالبان الباكستانية. وذكر برينان، في مقابلة مع CNN، أن التحقيقات التي تجري مع شاهزاد، منذ اعتقاله قبل لحظات من مغادرته الأراضي الأميركية على متن طائرة إماراتية متجهة نحو دبي، تظهر وجود تلك الصلات مع الحركة التي تشكل إحدى أبرز الجهات المتحالفة مع تنظيم القاعدة. وكانت الحركة المتشددة قد تعهدت بتفيذ هجمات بمناطق مختلفة بالعالم، من بينها الولاياتالمتحدة، وفق برينان. وحسب برينان فإن شاهزاد "يبدو على صلة بحركة طالبان الباكستانية"، متحدثاً عن أن تنظيم القاعدة يحاول من خلال هذه العملية، وما سبقها مطلع العام من محاولة لتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة، على يد شاب نيجيري يدعى عمر الفاروق عبد المطلب، البحث عن سبل لاختراق النظام الأمني الأميركي. وحول القضية تستخدم الولاياتالمتحدة سياسة العصا والجزرة مع باكستان، ففي الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، من أنه في حال نجاح الهجوم وربطه بباكستان، فإن "العواقب كانت ستكون وخيمة للغاية". إلا أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، طمأن في حديث إلى قائد الجيش الباكستاني، الجنرال أشفق كياني، بأن واشنطن لا تسعى لتشديد الضغط على بلاده في هذا الشأن.