لم تأت موهبة مصممة الأزياء زهرة اليعقوبي من فراغ، أو كانت بمحض الصدفة، بل كانت إرثا إبداعيا اكتسبته من والدتها، وحاولت تطويره بالدراسة والممارسة. زهرة اليعقوبي رفقة الفنانة هدى سعد كانت زهرة منذ الصغر، تحيك الملابس لدماها، وتختار لها الزي المناسب، كما كانت تصر على إضافة صيحات جديدة على لباسها، إلى أن أصبحت اليوم من بين أحسن المصممات المغربيات، سواء في صنف اللباس التقليدي أو الجاهز للعرض. تعرفت زهرة على التقاطيع وأنواع التشكيلات، وانبهرت بكل جديد في عالم الموضة والأزياء، فاكتسبت خبرة، من خلال مشاركتها في عروض أزياء مع العديد من المصممين المغاربة، أمثال سعاد الشرايبي، وسميرة حدوشي. وشاركت زهرة، بعد تخرجها بشكل احترافي، في تظاهرة "قفطان 2003"، وحاولت دمج ألوان مختلفة في تشكيلتها، ولاقت هذه الأخيرة استحسان الجمهور. سافرت زهرة اليعقوبي بعد ذلك، إلى بلدان مختلفة، قدمت فيها تشكيلاتها المختلفة، إذ قدمت عرضا في كندا عام 2005، وآخر في بوليود في 2006، وأمستردام في العام الموالي، بالإضافة إلى عروض أزياء في نيويورك، وميامي، وأوتريخيت. وعن ذلك، قالت زهرة ل"المغربية"، أن عروضها تحظى بإعجاب المغاربة المقيمين في الخارج، الذين يفضلون الزي العصري، الذي لا يخلو من اللمسة التقليدية المغربية. وتعاملت زهرة من خلال تصاميمها، مع المشاهير العرب، بمن فيهم الفنانات، إذ ارتدت أزياءها كل من أسماء الخمليشي، وهدى سعد، وهند صبري، والفنان السوري صباح فخري، بالإضافة إلى أميرات أبو ظبي. اختارت المصممة زهرة اليعقوبي لنفسها مسارا مختلفا عن باقي المصممات المغربيات، إذ قدمت عرضا متميزا خاصا بفئة النساء الحوامل، لأسباب تشرحها بقولها "عرضت تشكيلة من القفطان المغربي الخاص بالحوامل، لأنني كنت حاملا في تلك الفترة، وشعرت بإحساس المرأة الحامل، التي تجد عائقا في ارتداء القفطان المغربي الضيق، عند دعوتها لحفل معين، بسبب بطنها المنتفخ". في سياق بحثها الدائم عن التميز والتجديد، ابتكرت أيضا زهرة اليعقوبي نموذجا من"التشكيطة" المغربية، التي تجاوز حجمها 12 مترا من الثوب، أضفى عليها شكلا فريدا، من خلال عدد تموجاتها وطياتها الكبيرة. الجدير بالذكر، أن زهرة اليعقوبي، قدمت تشكيلتها الأخيرة، في عرض أزياء "موضة صنعت في المغرب"، الذي نظم أخيرا في "مازاغان" الجديدة، بحيث اختارت تقديم تشكيلة 2010، بعنوان "الرجوع إلى الأصل"، إذ قدمت نماذج من القفطان المغربي، الذي اعتمدت فيه على صنعة المعلم مع لمسة "شاغوفسكي"، استغرق التحضير لها 6 أشهر، حسب ما أكدته اليعقوبي ل"المغربية". وفي الزي العصري، اشتغلت زهرة على فساتين سهرة بيضاء، استلهمت تصاميمها من خلفية الزليج المغربي، واستعادت فيها ذكرى المصمم العالمي "إيف سان لوران"، الذي قدم تشكيلة سابقة، اعتمد في تصميمها على حجارة الزليج. عن ذلك تقول زهرة "اشتغلت في القفاطين التي عرضتها على التقطيعات، ومزج عدة أنواع من الأقمشة، من أبرزها الحرير، ما جعل العمل مليئا بالشغل اليدوي، الذي يبدو بشكل واضح في أحزمة القفاطين والسفيفة والبرودي". كما حرصت زهرة في هذه التشكيلة على تقديم اللباس التقليدي بروح عصرية يجعل السيدة، التي ترتدي القفطان تبدو في أبهى حلة، إيمانا منها بأن نصف جمال المرأة في قفطانها، لتقول "لهذا لم أرغب في أن تكون طريقة تقطيع هذه المجموعة تقليدية صرفة، بل راعت خصوصيات الجسد الذي يرتدي القفطان".