كانا يتجولان في الشارع العام في حالة سكر شديد، في العاشرة ليلا تقريبا، ما جعل دورية للشرطة تتوقف بعدما أثار انتباهها ضجيج وضوضاء، لتتبين في الأخير أنها أمام حالة شخصين لعبت الخمرة برأسيهما، فقبضت عليهما على أساس أنهما احدثا فوضى في الشارع العام، وعربدة غير مقبولة. من خلال تحريات بسيطة تبين أنهما كانا وراء عملية اختطاف واحتجاز واغتصاب (ع.ف)، فتاة، كانت تسعى رفقة صديقها (م.ج)، إلى الاختلاء في مكان جميل لممارسة لعبة الحب الرومانسي، بعيدا عن أنظار الفضوليين، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان. مفاجأة غير سارة لم تسعها الأرض من الفرح وهي تخطو جنب حبيبها، تداعب أحلاما جميلة، تتخيل فارسها يحتضنها ويسابق الريح على حصان أبيض، لكن الرياح تجري بما لاشتهي السفن، الساعة السابعة مساء، وهما يقتربان من دوار" العربي لامين " تفاجآ بعصابة تتكون من خمسة أشخاص، أشهر أحدهم السكين، في حين تكلف آخر بتوجيه لكمات متوالية لفارس الأحلام (م.ج)، وحين استشعر خطر الموقف، ركب دراجته النارية ونجح في الانفلات من قبضة غريمه الذي كان أقوى منه بنية وجرأة انتبهت (ع.ف) لتجد نفسها وحيدة في أرض المعركة بلا سلاح، ولا فارس حتى من ورق، لتتأكد أن ما كانت تعيشه قبل قليل، لايعدو أن يكون أضغاث أحلام ؟ واستدارت في محاولة منها للهرب من العصابة التي سال لعابها لامتلاك جسدها جرت مسرعة للانفلات من قبضتهم، لكن أحدهم تبعها وأحكم قبضته عليها مهددا إياها بالقتل إن فكرت مرة أخرى في الهرب. تقدم منها أحدهم وجردها من ملابسها، وبدت لهم أكثر فتنة من السابق، ليزدادوا إصرارا على اغتصابها. وأحست بنبضات قلبها تتسارع وعلمت أنها أمام امتحان صعب قد يعصف بأحلامها ويفقدها أغلى ما تملكه. استعطفتهم وبكت وطلبت منهم أن يخلوا سبيلها مقابل أي شيء يطلبونه منها، لكنهم تناوبوا على اغتصابها الواحد بعد الآخر. وكان أصغرهم سنا هو من افتض بكارتها وسلب منها سلسلة ذهبية إدانة المتهمين أمام إنكار المتهمين وتراجع الضحية عن تصريحاتها التمهيدية، فان المحكمة تصرح ببراءة المتهمين من أجل جناية الاغتصاب. فيما اعترف المتهمون دون أن يتراجعوا عن ذلك في ما يخص السرقة، وبناء على الاستئناف الذي تقدمت به النيابة العامة، الذي يقضي بعدم مؤاخذة جميع المتهمين بما نسب إليهم من جناية الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، والحكم ببراءتهم، وبعدم مؤاخذة المتهمين (ر. ك) و(ح.ج) بما نسب إليهما من جناية السرقة الموصوفة والحكم ببراءتهما، وبمؤاخذتهما من أجل جنحة السكر العلني والحكم على كل واحد منهما بغرامة مالية قدرها 500 درهم، وبمؤاخذة المتهم (ب.ب) من أجل جنحة السرقة طبقا للفصل 505 من (ق.ج)، وبمعاقبته والحكم عليه بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 درهما، وبعد إلغاء القرار المستأنف، في ما قضى به من براءة جميع المتهمين من أجل جريمة الاختطاف، وفي ا قضى به من براءة المتهمين (ر.ك) و(ح.ج) من أجل ما نسب إليهما من جناية السرقة الموصوفة، وفي ما قضى به من إدانة المتهم (ب.ب) من أجل جنحة السرقة طبقا للفصل 505 من (ق ج)، فقد جرى الحكم بإدانة جميع المتهمين من أجل السرقة الموصوفة والاختطاف، ومعاقبة كل واحد منهم بسنتين حبسا نافذا.