تقدم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بطعن في نتائج الانتخابات البرلمانية فيما تستمر الاتصالات بين الكتل النيابية الفائزة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة. وقال المالكي -الذي حلت قائمته ثانية بعد كتلة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي- في مؤتمر صحفي إن حزبه تقدم بطعن إلى اللجنة الانتخابية المكونة من ثلاثة قضاة "لإزالة الشكوك بشأن التصويت". وأكد أنه سيقبل بأي قرار يصدر عن تلك الجهة مهما كانت طبيعته. يشار إلى أن المالكي -الذي حصلت قائمته (ائتلاف دولة القانون) على 89 مقعدا مقابل 91 للعراقية- سبق أن اشتكى من حصول مخالفات أثناء عمليات التصويت إلا أن الأممالمتحدة والمراقبين الدوليين قالوا إن الانتخابات كانت نزيهة إلى حد كبير. ومن شأن الأخذ بالطعن وإجراء عملية تعداد جديدة للأصوات، تأخير تشكيل الحكومة بعد أن كانت المحكمة الاتحادية حرمت كتلة علاوي من هذا الحق وأعطته إلى أي ائتلاف كبير يتشكل بعد ظهور نتيجة الانتخابات. وكان العراقيون يأملون في أن تؤدي عملية التصويت إلى إرساء الاستقرار في البلاد بعد سنوات الحرب، ولكن هذه النتيجة المتقاربة ربما تقود إلى أسابيع أو شهور من المحادثات الصعبة من أجل تشكيل حكومة. في غضون ذلك، تواصلت، يوم أمس الاتصالات التمهيدية بين الكتل الفائزة لتشكيل الحكومة إذ التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني -وهو أحد زعيمي التحالف الكردستاني الفائز ب43 مقعدا- مع رئيس كتلة العراقية إياد علاوي. وفي المؤتمر الصحفي مع الطالباني كشف علاوي أن وفدا يمثل ائتلاف العراقية سيزور غالبية دول الجوار العراقي قريبا، رافضا الكشف عن أسماء رئيس الوفد وأعضائه أو الدول التي سيزورها، مكتفيا بالقول إنه على مستوى رفيع ويمتلك صلاحيات تفاوضية واسعة. وأضاف "ما يهمنا ألا يكون هناك تدخل من أي جهة في سيادة بلدنا وألا يعود العراق إلى المربع الطائفي". وكان علاوي اتهم إيران بالتدخل في تشكيل الحكومة العراقية معتبرا أن ذلك سيمهد لعودة العنف الطائفي، وذلك بعد أن عقد قادة من التحالف الكردستاني وائتلافي دولة القانون والوطني الذي يضم الأحزاب الشيعية لقاءات في طهران بحثت في تشكيل الحكومة المقبلة. وردا على تصريحات علاوي بهذا الخصوص نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامن مهمانباسات تدخل بلاده في تشكيل حكومة العراق المقبلة واعتبره شأنا داخليا تتولاه الكتل العراقية الفائزة. لكن المتحدث أبدى أيضا في تصريحات لراديو طهران استعداد بلاده لاستضافة الكتل العراقية في مسعى لتشكيل الحكومة في أقرب وقت. لكن علاوي عاد وكرر في مقابلة مع رويترز اتهامه لطهران بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت إيران ترفض عودته لرئاسة الحكومة قال "أعتقد أنهم يريدون ذلك وهم أظهروه علانية وبات بالنسبة لهم خطا أحمر". وكان مجلس الأمن الدولي، دعا أول أمس الأربعاء، الأطراف العراقية إلى احترام نتائج الانتخابات التشريعية التي صدرت, وحث المسؤولين السياسيين على الامتناع عن أي تحريض. وجاء في بيان غير ملزم تلاه سفير الغابون في الأممالمتحدة إمانويل إيسوزي-نغونديت, الذي يترأس المجلس لهذا الشهر, أن المجلس دعا الأطراف إلى "احترام نتائج الانتخابات التي صدرت واختيار الشعب العراقي". وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن دعوا أيضا المسؤولين السياسيين إلى "تحاشي القيام بأعمال أو الإدلاء بتصريحات تحريضية". وهنأ مجلس الأمن الشعب العراقي والحكومة العراقية على الانتخابات التي جرت في السابع من مارس الماضي, وقال إنه ينتظر بفارغ الصبر قرار المحكمة العليا حول نتائج الانتخابات التي أعلنت الأسبوع الماضي.