بمجرد ما علم بتمكن فرق الإنقاذ من العثور على جثة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، حتى هرعت "المغربية" إلى المنطقة.خمسة عشر كيلومترا كان لزاما علينا قطعها وسط طريق ثانوية ضيقة وملتوية بين جبال متوسطة الارتفاع، توجد بالمدخل الشمالي للعاصمة الرباط، من أجل الوصول إلى دوار أولاد غيث، حيث جثمان الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الذي طالما امتدت يده البيضاء لتمسح دموع يتامى وأرامل بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله، ومعدمي دواوير أولاد ليلة، وأولاد إبراهيم، وأولاد غيث.على طول الطريق المؤدي إلى قصر آل نهيان المطل على بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله كانت تتراص قوات مختلفة من وحدات الدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، إضافة إلى أهالي جماعة أم عزة، الذين أبوا ألا يضيعوا فرصة وداع جارهم الشيخ أحمد بن زايد، بعد بحث تواصل بالليل والنهار. هنا "فيلاج" جماعة أم عزة سد أمني من قوات الدرك وأهالي من المنطقة اتخذوا حائط مسجد الجماعة سندا لهم، في انتظار موكب الفقيد. مقر الباشوية تحول إلى مركز ضم كبار المسؤولين ورجال السلطة. الموظفون داخل الباشوية كانوا يطلون من شبابيك البناية، التي تحولت إلى مقر إدارة عمليات كبير بعد الحدث المأساوي. عرجنا يسارا على طريق ثانوية، تضم في جوفها دركيين من بينهم واحد حملق في وجوهنا بنظرات فاحصة، قبل أن نتوغل في الطريق، حيث يوجد قصر آل نهيان المطل على بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله، ضواحي العاصمة الرباط.