أعرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سمو الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان، ولأسرة الفقيد وللشعب الإماراتي الشقيق عن تعازي جلالته الحارة في وفاة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان. وكانت فرق إنقاذ مختلطة تمكنت من العثور، في الثانية عشرة إلا ربعا من صباح أمس الثلاثاء، على جثة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الذي أعلن فقدانه، إثر سقوط طائرته الشراعية، الجمعة الماضي، قبالة قصر آل نهيان المطل على بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله، ضواحي العاصمة الرباط. وأفاد مصدر مطلع، أن رجالا آليين مزودين بأجهزة رصد الموجات، كان لهم الفضل في تحديد موقع جثة الراحل، قبل أن تسبح نحوها فرق إغاثة، تتشكل من غواصين مغاربة وأجانب لانتشالها من بين الأوحال وجذوع الأشجار. وعاينت "المغربية" بدوار أولاد غيث، حيث يقع القصر الأميري، الذي انطلقت منه طائرة الشيخ المنكوبة، أن جثة الراحل كانت عالقة في عمق يبلغ طوله 20 مترا على الضفة اليمنى لبحيرة السد المذكور. وقال شاهد عيان ل"المغربية"، إن فرقة غوص محترفة وضعت يدها على جثة الفقيد على بعد أمتار من مقر قيادة عمليات البحث والإنقاذ أي قبالة الواجهة الشمالية لقصر "الإمارات" كما ينعته جيرانه من آهالي دواوير أولاد ليلة، وأولاد إبراهيم، وأولاد غيث. وصادف موكب نقل جثمان الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان آذان صلاة الظهر بمسجد جماعة أم عزة. ونعى آهالي دواوير أولاد ليلة، وأولاد إبراهيم، وأولاد غيث، في جو رهيب الراحل الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، حين اصطفوا طيلة اليوم على جنبات مختلف الطرق المؤدية إلى قصر "الإمارات" المدخل الشمالي للعاصمة الرباط. وفي الوقت الذي علم أن جثمان الشيخ يرقد في الجناح الملكي بمستشفى الشيخ زايد في الرباط، محاطا بعدد من إخوانه ومعارفه وأعضاء من السلك الدبلوماسي ورجال دولة ومال وأعمال، بدأت جماعة أم عزة تودع قوات الإنقاذ المختلطة بمعداتها الثقيلة والخفيفة. ومنذ الإعلان عن سقوط الطائرة، التي كانت تقل الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، يوم الجمعة 26 مارس الجاري، جندت السلطات المغربية مختلف مصالح التدخل، التي باشرت على الفور عمليات البحث والتحري بمكان الحادث. وبعد أن جرى إنقاذ ربان الطائرة الذي نجا من الحادث، تواصلت عمليات البحث ليل نهار من أجل العثور على الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، في مساحة مائية تبلغ ستة كيلومترات، وفي مياه عكرة، وأوحال في عمق يتراوح بين 37 و42 مترا. وضمت الوسائل البشرية التي جرت تعبئتها في عمليات البحث، 225 عنصرا، من بينهم أزيد من مائة غواص من مختلف الجنسيات (مغاربة، وإماراتيون، وفرنسيون، وإسبان وأميركيون)، وكذا أربعة أطباء مسعفين. كما جرت تعبئة تجهيزات مادية وتقنية مهمة في عمليات البحث، من بينها على الخصوص 95 زورقا مطاطيا (زودياك) وقوارب، وتسعة رجال آليين وأجهزة رصد الموجات، و120 عربة متعددة الاستعمالات، تابعة لمصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية، إلى جانب طائرتين مروحيتين تابعتين للدرك الملكي، إحداهما خاصة بالمراقبة والرؤية الليلية، والثانية بالإسعافات الطبية.