يترأس أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم الجمعة، بضريح محمد الخامس بالرباط، الحفل الديني، الذي سيقام بمناسبة حلول الذكرى الحادية عشرة لوفاة فقيد المغرب العظيم، جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه.وستتلى بهذه المناسبة، آيات بينات من الذكر الحكيم يليها إنشاد أمداح نبوية. وسيبث هذا الحفل الديني، مباشرة على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة، بعد آذان المغرب. وبحلول هذه الذكرى، التي يحرص المغاربة، ملكا وشعبا، على إحيائها وفاء لهذا الملك العظيم، يكون المغرب قطع 11 سنة في ظل خلفه جلالة الملك محمد السادس، الذي حمل مشعل سياسة حكيمة ترسي دعائم دولة الحق والقانون، في استمرارية لتكريس مسيرة الحرية والديمقراطية وضمان استقرار المملكة، كقواعد تشبث بها الحسن الثاني، منذ اعتلاء العرش، يوم ثالث مارس 1961. الذين عايشوا الملك الحسن الثاني لا ينسون حنكته السياسية في التعامل مع قضايا وطنه وشعبه، وحفاظه على الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بالطرق السلمية، التي تقتضيها الشرعية الدولية، فكانت المسيرة الخضراء، التي لبى نداءها 530 ألف مغربية ومغربي، أعظم حدث سيظل يخلد اسمه في تاريخ الشعوب التواقة إلى الحرية، كما لا ينسون له نظرته الثاقبة في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، إذ كانت مواقفه دائما محل تقدير من قبل كل القادة العرب والدوليين، اعتبارا لما كان ينشده من سلام وعدل وحقوق لكافة الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. ويشهد للملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، إرساؤه للتوازن السياسي في المغرب. فكثيرا ما نادى بضرورة التعايش بين الملكية والأحزاب، خصوصا المعارضة منها. وتوجت سياسته التوازنية بانطلاق حكومة التناوب التوافقي في فبراير 1998. وبذلك ترك، رحمه الله، بصماته واضحة في تحريك المشهد السياسي المغربي، وانفتاحه على مشاركة مختلف مكوناته في العمل السياسي التداولي. وافت المنية جلالة الملك الحسن الثاني يوم الجمعة التاسع من ربيع الثاني لعام 1420 هجري، الموافق آنذاك ليوم 23 يوليوز 1999، وكان موكب جنازته من أعظم المشاهد، التي نقلت عبر قنوات العالم الفضائية، إذ حضره ممثلو أكثر من 60 دولة، من قادة وزعماء العالم، وعدد كبير من الشخصيات العالمية، واحتشد المواطنون في مواكب ضخمة لتوديع قائد وطني عظيم، وأحد أبرز قادة العالم العربي والعالم الإسلامي والقارة الإفريقية ودول العالم الثالث، وأكثرهم تأثيرا في الأحداث، وإسهاما في الجهود الدولية، من أجل إقرار الأمن والسلم في العالم. وها هو خلفه الصالح، جلالة الملك محمد السادس، يواصل السير ببلاده على طريق توطيد التنمية والتحديث والدمقرطة، بترسيخ دولة الحق والقانون، وصيانة حقوق الإنسان، وتحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي، وتهييء أرضية صلبة لتجسيد المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي والتنموي، في مختلف تجلياته السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.