في تقييمهم لوضعية المرأة في عيدها العالمي، أجمع ثلة من الشباب على أنها "تسهم إلى جانب الرجل في بناء المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، بما أثبتته من كفاءة وقدرة على تجاوز كل المثبطات والمعيقات التي من الممكن أن تصادفها في طريقها".وأبرز من يحملون نظرة مشجعة ومقدسة للمرأة في حديثهم ل"المغربية" أن هناك نماذج لنساء مغربيات "برهن عن كفاءتهن في مجال السياسة والأدب والثقافة والرياضة والفنون، وتقلدن مهام المربية والمعلمة والصحافية والأستاذة الجامعية والمهندسة والطبيبة والقاضية والوزيرة، وأثبتن جدارتهن في تحمل المسؤولية""، معتبرين المرأة "نصف المجتمع، وعملها هو تحقيق لذاتها لا سيما إن كانت حاصلة على شهادات عالية تتسلح بها". هذا ما أكده توفيق هاشمي، باحث في علم الاجتماع، وأضاف أن الحياة على الأرض "يديرها الرجل والمرأة معا، وبهذا يستمران معا في إدارة شؤونها دون تجاهل أحدهما"، واستطرد محدثنا قائلا، "إن هناك انقساما في صفوف الرجال بهذا الخصوص، فمنهم من يعتقد أن المرأة مكانها البيت وتدبير شؤونه بشكل جيد، وهؤلاء يحملون إرث الأجداد وتقاليد المجتمع القديمة وما يزالون متمسكين بآرائهم وأفكارهم"، وهناك أيضا من الرجال، يقول الباحث الاجتماعي، من "يقدس عمل المرأة، ويعتبر أنها ركن أساسي في المجتمع العملي، قد تحتل مكانة مرموقة لما تبذله من جهد وإخلاص وتفاني، بالمقارنة مع عطاءات بعض الرجال"، مبرزا أن الزمن كفيل بإنصاف المرأة إن كانت عاملة منتجة، أو ربة بيت، فالمرأة نصف المجتمع ولا يمكن أن تسير أموره دون مشاركة المرأة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية". وفي سياق متصل، يشدد العديد من الشباب ممن استقت "المغربية" آراءهم على ضرورة "ألا تفقد المرأة أنوثتها أو يتنازل الرجل عن رجولته"، مضيفين أن المرأة المغربية "دخلت جميع ميادين العمل وبتنا نجدها في كل مكان، ولكن تبقى هناك عادات وتقاليد تقيد المرأة في بعض الأمور وتعطي للرجل كامل الحرية"، والحل برأيهم يتمثل في "زيادة الانفتاح على الآخر والاستفادة من بعض التجارب في المجتمعات الأخرى وخاصة المجتمعات الغربية". وتعتقد نجية، طالبة جامعية، أن هناك نوعين من النساء "ربات بيوت وعاملات"، وهي تشجع عمل المرأة في حال كانت قادرة على الجمع بين العمل داخل المنزل وخارجه، وإن كان هناك أزواج لا يسمحون لنسائهم بالعمل خارج المنزل. وترفض نجية ما أسمته ب"مقولة المرأة هي نصف المجتمع" لأنها تعتقد أن المجتمع "قائم بسبب وجود المرأة"، مضيفة "لا شك أنك تجد الشابة في بعض المواقع أكثر من الشاب وهذا يعود إلى أن القطاع الخاص يستغل جهد المرأة التي ترضى بأجر قليل رغم صعوبة العمل". فيما يطالب زميلها نجيب، ب"مساواة الرجل بالمرأة من حيث الحقوق والواجبات، لأن الرجل في مجتمعنا العربي يتحمل جميع الأعباء في ما يتعلق بتأمين المنزل والعمل مستقبلا لتكوين أسرة". ولا ينفي نجيب أن ثقافة المجتمع هي ثقافة "ذكورية من حيث اعتبار الرجل صاحب القرار في كل شيء"، لكنه يؤكد أن المرأة "تأخذ مكان الرجل في أماكن العمل وهذا مرده إلى أن أصحاب الشركات الخاصة يرغبون بالفتاة أكثر لاعتبارات معينة". وما من شك، تؤكد العديد من الشابات في حديثهن ل"المغربية"، أن المرأة "تمثل المجتمع كله وهي متفوقة على الرجل في مجالات عديدة"، وتنادي المتحدثات، وهن طالبات جامعيات، ب"إعطاء المرأة حريتها كاملة، وخاصة في ما يتعلق بقضايا مصيرية كالزواج والطلاق"، لكنهن يعتقدن أن هناك خطوة تسبق ذلك وهي توعية المرأة بحقوقها وواجباتها، ويوافقن على عمل المرأة فقط إذا كانت بحاجة لذلك، معتبرات أن الأولوية تكون للمنزل وتربية الأطفال. ولا ينفي العديد من المهتمين بقضايا المرأة أن "عملها مهم جدا لأنه يجعلها تعتمد أكثر على نفسها كما أنه يؤمن لها الاستقلالية من حيث المصروف الشخصي كما أنها من الممكن أن تساهم في دعم عائلتها ماديا، وهذه الظاهرة بتنا نجدها كثيرا في مجتمعنا المغربي"، معتبرين أن المساواة بين الرجل والمرأة "كبيرة بين الاثنين حتى أن المرأة تأخذ مكان الرجل في أماكن كثيرة، أما في المنزل فيعود الرجل لممارسة سيطرته من جديد".