دخلت المفاوضات غير المباشرة التي لم تبدأ بعد بين الفلسطينيين والإسرائيليين منعطفاً خطيراً، مع إصرار إسرائيل على بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسفيما حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية المأزق، الذي تواجهه عملية السلام، وربطت الجامعة العربية بين سحب القرار الإسرائيلي واستئناف المفاوضات. وقال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس إن الكتل الاستيطانية التي أعلن عنها الإسرائيليون تدمر كل فرص السلام، لذلك فعليهم أن يتوقفوا. وفي وقت لاحق، أجرى عباس، اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وتركز الاتصال على لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي تعقد اجتماعا طارئا، بناء على طلب دولة فلسطين، في مواجهة إعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة، إثر اتصال عاجل أجراه أمس الرئيس مع أمين عام الجامعة. من ناحيته، حمّل عمرو موسى، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المأزق الذي تواجهه عملية السلام حاليا، مشيرا إلى مخاطر الإجراءات الإسرائيلية في فلسطين. ونقلت وكالات أنباء عن موسى قوله إن عباس أبلغه بأنه لن يدخل مفاوضات مع إسرائيل حالياً. وحول الإجراءات المتبعة حاليا لمواجهة العدوان الإسرائيلي، قال موسى في مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع الطارئ للجنة المبادرة العربية للسلام الليلة بمقر الجامعة العربية في القاهرة، "سنرى ما يتوجب علينا عمله بما في ذلك الاجتماع الوزاري وعقد اجتماع آخر، أو عقد اجتماع آخر لهذه اللجنة في ظرف 24 أو 48 ساعة، ونحن الآن ربطنا بين الأمرين إما السحب الفوري والتوقف عن الاستيطان أو تصبح المفاوضات عبثية، لأنه ستصبح بذلك المفاوضات من أجل المفاوضات فقط وهذا غير مقبول". وتابع "إن المطروح الآن في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ألا تكون هناك مفاوضات فالموقف السياسي واضح أنه لا يمكن استئناف المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة إذا لم تلغ القرارات الإسرائيلية". وأضاف أن هنالك اتصالات كثيرة دولية وإقليمية لسحب القرارات الإسرائيلية فإذا لم تسحب ستجتمع اللجنة مرة أخرى على المستوى الوزاري. وحول ما إذا كان هناك جهود من الدول العربية مع الولاياتالمتحدة، رد موسى "توجد اتصالات و قد جرى اتصال بين الرئيس محمود عباس ونائب الرئيس جو بايدن منذ فترة قصيرة، ونحن أجرينا اتصالات من جهتنا، وأنا اتصلت يوم أمس بجورج ميتشل، ومساعد وزير الخارجية الأميركية اتصل بعدد من الوزراء العرب، وكان الموقف واضحا من الجميع بأن هذا غير مقبول و لن نستطيع الاستمرار بهذه الشكل." وأوضح موسى أن "الجانب الفلسطيني غير مستعد للتفاوض في ظل الظروف الحالية وأن هذا يضع التزام على الإدارة الأميركية بصفة خاصة والتي أعطت تأكيدات للرئيس محمود عباس أنها حينما تبدأ المفاوضات لن تقبل بأي إجراءات أحادية، ولكن بدأت المفاوضات وبدأت معها الإجراءات الأحادية، وهذا كلام غير مقبول ولا يمكن أن يؤدي إلى مفاوضات ذات معنى أو فائدة". وقال موسى "صحيح أن هناك بيانات إدانة صدرت عن الرئيس الأميركي ولكن مع ترحيبنا بها فإنها لا تكفي، ومطلوب عمل شيء عملي على الأرض". وحول إذا ما كان جرى وضع سقف زمني للاجتماع الوزاري، قال موسى "طالبنا بالرفع الفوري لهذه الإجراءات الاستيطانية، وإذا لم يحدث شيء في ظرف يومين أو ثلاثة فإنه لا بد من العودة للاجتماع لاتخاذ قرارات". ولفت إلى أن لجنة المتابعة العربية في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات الجارية في فلسطين، وهي على استعداد لاتخاذ القرارات اللازمة بالوقت المناسب. وكان عباس قال إن الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية تهدد بفشل المفاوضات غير المباشرة، داعياً إسرائيل إلى وقف الاستيطان ووقف فرض الحقائق على الأرض. وقال مخاطبا الإسرائيليين "إن الوقت حان لصناعة السلام على أساس حل الدولتين" داعيا إياهم إلى عدم تضييع فرصة السلام وإعطاء الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي باراك أوباما والمبعوث الخاص لعملية السلام جورج ميتشل الفرصة للنجاح. وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن جو بايدن قوله إنه ستكون هناك حاجة إلى محاسبة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على أي تصريح أو فعلة تؤدي إلى زيادة حدة التوتر وإلى فرض الأمر الواقع.