وجه الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات حادة إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معتبراً أنها منذ قدومها إلى السلطة لم يحدث أي تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، كما أكد في الوقت نفسه على حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم المستقلة. ووصل كي مون إلى الضفة الغربية السبت، قادماً من العاصمة الروسية موسكو، والتقى رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، في الوقت الذي ما زال فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يخضع للعلاج بأحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان، بعد تعرضه للانزلاق في غرفة نومه في وقت سابق الجمعة. وتستمر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة لمدة يومين، بدأها من رام الله بالضفة الغربية السبت، على أن يتوجه في وقت لاحق إلى إسرائيل، في مهمة تهدف إلى مناقشة سبل إزالة العقبات التي تعترض استئناف مفاوضات السلام مجدداً بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفيما دعا كل من فياض وكي مون إسرائيل إلى تطبيق قرارات اللجنة الرباعية، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية، للوصل إلى "سلام شامل وعادل" في المنطقة، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن بيان اللجنة الرباعية "يتطلب إجراءات وآليات كثيرة، لترجمة مواقفها على الأرض، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان." وشدد فياض، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، على أن "إشادة اللجنة الرباعية بالجهد الفلسطيني، يتطلب إلزام إسرائيل بشكل فاعل لوقف كافة الأنشطة الاستيطانية، ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية، وتمكين السلطة من وجود أمني رسمي في كافة التجمعات السكانية الفلسطينية." بدوره، أكد كي مون على "ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس"، التي وصفها بأنها "مكان مقدس للجميع"، وأضاف في هذا الصدد: "ملتزمون بالعمل سوياً لإنجاح ذلك، وضرورة العمل على إنجاح مفاوضات التسوية في مختلف قضاياها الأساسية." وقال، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنه لضمان نجاح عملية التسوية، فإنه يجب على إسرائيل أن تتصرف بشكل مسؤول، وأن توقف جميع نشاطاتها الاستيطانية"، وتابع قائلاً: 'العالم كله أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة، وانأ أقول إن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي، ويجب وقف هذه النشاطات." كما هاجم الأمين العام للأمم المتحدة حكومة نتنياهو، قائلاً: "منذ عام ونصف، ومنذ مجيء هذه الحكومة، لم يحدث أي تقدم في العملية السلمية المدعومة من قبل المجتمع الدولي"، وتابع قائلاً: "هذه لحظات حرجة، إلا أنها أيضاً مهمة، ونحن عازمون على الوصول إلى نهاية جيدة هذه المرة، وأمل أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة قريباً ليس بهدف المفاوضات، وإنما بهدف الحل." وأكد أن ذلك يتطلب التزام إسرائيل بقرارات المجتمع الدولي واللجنة الرباعية، خاصة فيما يتعلق بنشاطات الاستيطان "المخالف للقانون"، بما في ذلك ما تسميه إسرائيل "النمو الطبيعي للمستوطنات"، كما شدد على "وجوب توقف إسرائيل عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب، وتوفير بيئة مواتية ومرنة تسهل عملية التسوية." ومن المتوقع أن يعود المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى المنطقة خلال الساعات القليلة القادمة، في الوقت الذي ما زالت الإدارة الأمريكية تحاول إقناع الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرارها ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية، ذات الغالبية العربية، والتي يأمل الفلسطينيون في أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما يصر الإسرائيليون على أن "القدس الموحدة" عاصمة "أبدية" للدولة العبرية.