أفادت مصادر جيدة الاطلاع من داخل السجن الفلاحي عين على مومن بسطات، أنه جرى إخلاء المؤسسة من كافة نزلائها، كما نقل العديد من الموظفين للاشتغال بمركز الإصلاح والتهذيب، المختص في إيواء الجانحين الأحداث، خصصت ثلاثة من أجنحته لإيواء المعتقلين الكبار غير المحكومين نهائيا.وفيما لم تباشر بعد الشركة التي رست عليها صفقة إعادة ترميم سجن عين علي مومن، أفادت المصادر ذاتها أن المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج، بصدد دراسة مشروع لتحويل حي القشلة، الذي يمثل البناية الأصلية لسجن عين علي مومن، إلى متحف، نظرا للرمزية التاريخية للمكان، الذي أوت زنازنه مجموعة من المقاومين، ورواد مسيرة التحرير الوطني، إبان الاستعمار الفرنسي. وكان مجموعة من المعتقلين السياسيين الذين قضوا في عهد الاستعمار محكوميتهم بزنازن عين علي مومن، زاروا هذا السجن، سنتي 2004 و2005، من أجل إحياء ذكرى الاعتقال، ومن شأن تلك الزيارات تزكية فكرة إحداث المتحف، حسب المصادر. وكانت إدارة السجون، في عهد محمد لديدي، الكاتب العام الحالي لوزارة العدل، حرصت على تجميع مجموعة من الأغراض، تؤرخ للحقب التاريخية التي مرت منها السجون المغربية، وتشمل هذه الأغراض البذل الموحدة، التي كان السجناء يجبرون على ارتدائها، والبذل الرسمية للموظفين، والأواني، التي كان يتسلمها السجناء (كأس، وصحن من الألمنيوم)، والأغطية، وساعات "البوانتاج". لكن، بعد تجميع كل هذه الأغراض، أقبر مشروع إحداث متحف، ليطفو من جديد على السطح، خلال ترؤس حفيظ بنهاشم المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج. يذكر أن سجن عين علي مومن يتكون من ثلاثة أحياء، "حي القشلة"، الحي الرئيسي، وبه أجنحة من طابقين، بني في عهد الاستعمار الفرنسي، و"حي الباطيما" أحدث أوائل التسعينيات من القرن الماضي، للحد من الاكتظاظ، و"حي الأحداث" الذي يضم غرفا لإيواء المعتقلين الأحداث، ويحتوي على مدرسة للتعليم الأساسي.