أفادت مصادر "المغربية" أن السلطات المحلية والأمنية (قوات التدخل السريع، والقوات المساعدة) واجهت المسيرة، التي كان نظمها سكان دوار أولاد مالك والسوق القديم بسيدي سليمان أول أمس الأربعاء، ب "القمع"، أسفرت عنه إصابات عشرات المشاركين بجروح بليغة وكسور. وأكدت المصادر أن السكان، نظموا المسيرة المذكورة على خلفية فقدان منازلهم الطينية، بسبب الفيضانات الطوفانية، التي اجتاحت المنطقة، طيلة أزيد من شهر، مشيرة إلى أن هذه الدواوير كانت أكثر تضررا لقربها من وادي بهت، الذي خلف عدة خسائر مادية. وأضافت المصادر أن المتضررين لم يكن يخطر ببالهم أن مسيرتهم ستواجه بالقمع ويتعرضون لمختلف أنواع الضرب والتنكيل، مؤكدة أن قوات الأمن استعملت العصي، والركل، والرفس بالأحذية، دون تمييز بين الشيوخ والنساء والأطفال. وقالت المصادر إن التدخل خلف إصابات في صفوف المشاركين، تمثلت في جروح بليغة وكسور، ورضوض، وإغماءات في صفوف النساء، نقل بعضهم عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى العمومي بسيدي سليمان. وأكد علال الغزواني (مواليد 1944)، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، من دوار السوق القديم "ضربني البوليسي في راسي وما بقيتش فيه وأنا قد جدو"، الشيء ذاته أكدته امرأة مسنة، التي توجهت إلى المستشفى قصد وضع الجبص، بعد أن كسرت يدها اليمنى. وقالت المصادر إن علامات الضرب والتنكيل والجروح بادية على المحتجين، الذين عادوا أدراجهم بكسور وجروح، وهم متيقنون ألا أمل في الحصول على سكن لائق، وأن مصيرهم هو المبيت في العراء. من جهته، أكد جواد الخني، عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ل "المغربية"، أنه انتقل إلى عين المكان، وعاين آثار الضرب والتنكيل، واستمع إلى المتضررين، مستنكرا التدخل الأمني، الذي وصفه ب "القمعي". وأضاف الخني "المتضررين تلقوا وعودا خلال اجتماع مع الباشا، لكنها كانت فقط، من أجل امتصاص الغضب لا غير". أما في ما يتعلق بالمسيرة التي نظمها سكان (حوالي 80 متضررا) دواوير البحيرة والعزابة بجماعة أولاد حساين بسيدي سليمان، أول أمس الأربعاء، مشيا على الأقدام، واحتجاجا على عدم إيوائهم وحرمانهم من المساعدات الغذائية والأفرشة فعرفت استجابة من طرف المسؤولين، الذين وعدوهم بتوفير 40 خيمة في أقرب الآجال وتسليمهم المساعدات الغذائية. وأكدت المصادر أن المسيرة تحولت إلى وقفة قرب من مصالح الدرك الملكي بجماعة تهلي، لكن المحتجين سرعان ما عادوا إلى دواويرهم، أملا في الحصول على خيام أو إيواءهم داخل مؤسسات تعليمية.