مازال سكان العديد من الدواوير يعيشون في عزلة وحصار دائمين، بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، في أقاليم آسفي، وخنيفرة، وتارودانت، وأكادير . إنقاذ مواطنين من الفيضانات بعربات مجرورة في سيدي يحيى الغرب (خاص وحسب مصادر "المغربية"، فإن سكان تلك الدواوير يستغيثون منذ أزيد من ثلاثة أيام ولا أحد من المسؤولين كلف نفسه عناء زيارتهم، أو بعث معدات وآليات لشطف المياه، وحفر قنوات الصرف، لتسهيل التنقل خارج الدواوير واقتناء المؤونة. وأكد عاطفي بيضون، رئيس جمعية المبادرة للتنمية البشرية والقروية بدوار العثامنة، في إقليمآسفي، ل"المغربية"، أن الأمطار الطوفانية الأخيرة خلفت خسائر مادية فادحة، تمثلت في انهيار حوالي 20 منزلا من الطوب، وتشريد أزيد من ألف و200 أسرة، إضافة إلى إتلاف المحصول الزراعي، ونفوق أغنام (6 رؤوس)، وانقطاع التيار الكهربائي. وأضاف بيضون "بعد أن غمرت المياه المنازل، اضطر السكان إلى السكن في خيم بلاستيكية، كما تسببت التساقطات المطرية الغزيرة في انقطاع تلاميذ تلك الدواوير عن الدراسة، وتعرض بعضهم لنزلات البرد"، مؤكدا أن الجماعة المحلية لم تتدخل لإنقاذ المواطنين من الغرق والموت. من جهته، قال محمد السالمي (متضرر) "نحن محاصرون، وأطفالنا يموتون، نحن في حاجة لسيارات للوقاية المدنية"، مضيفا أن "الأمر يستدعي تدخلا فوريا للسلطات والجهات المسؤولة". أما منعم الحمدوني، ممثل جمعية الوحدة للتنمية الاجتماعية، فقال بصوت مرتفع " لاحول ولاقوة إلا بالله ، الما دخل على الناس، ولم يأت أحد لإنقاذهم". وأكد الأمر ذاته محمد المعدوم، رئيس جمعية أولاد موسر للتنمية القروية، قائلا "توجهت عند القائد، وأخبرته بالمشكل، الذي يعانيه السكان في الدوار، لكنهم لم يروا أي تدخل من طرف الجهات المعنية". وقال رؤساء الجمعيات بالدواوير المذكورة، إضافة إلى ميلود جسوس، كاتب فرع حزب العدالة والتنمية بجماعة البخاتي، إنهم أخبروا رئيس الجماعة، لكنه لم يتدخل. وأكدت مصادر من الجماعة أن الأخيرة لا تتوفر على الإمكانيات والوسائل لإنقاذ السكان، مشيرة إلى أنه جرى إخبار المعنيين بعمالة آسفي لإيجاد حل فوري لهؤلاء المتضررين. وفي إقليمخنيفرة، أكدت مصادر أن فيضان واد تاغشت، بتونفيت، وروافده من جبل الوردان، وأردوز، وتوالت، هدد السكان المجاورين على طول مجراه. وأضافت المصادر أن سائقي الشاحنات يضطرون للوقوف في طابور، أزيد من أربع ساعات، بينما بات السكان يعيشون في عزلة تامة، بسبب الفيضانات والثلوج، وانقطاع الطرق بين تونفيت وبومية، وصولا إلى إملشيل. وقالت المصادر إنه سبق للحكومة، في شخص وزير الفلاحة والصيد البحري، أن برمجت بناء سد تلي، للحد من المؤثرات السلبية للفيضانات، لكن البرنامج لم ينجز لحد الآن. أما في سلا، فخلفت الأمطار والرياح القوية، ليلة أول أمس الخميس، انهيار سور منزل آيل للسقوط، من طابق واحد، في حي باب شعفة بالمدينة العتيقة، على أربعة أشخاص، كانوا يقتنون الخضر من محل تجاري، يوجد أسفل المنزل المنهار. وأصيب في الحادث رجل وامرأة وشاب وطفلة، نقلوا إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله، وأظهر الكشف الطبي أن الرجل أصيب بخدوش في الرجل، والشاب تعرض لكسور في رجله اليمنى، فيما تعرضت الطفلة لخدوش خطيرة في رأسها، ما تطلب نقلها إلى مستشفى الأطفال ابن سينا، بالرباط. سلك كهربائي يشرد 50 أسرة. سلك كهربائي يشرد 50 أسرة وفي ضاحية الدارالبيضاء، تسببت الرياح القوية، وسوء أحول الطقس، ليل أول أمس الخميس، في سقوط سلك كهربائي، من الحجم الكبير ( 60 ألف وات)، وقع من علو فاق 20 مترا، فوق منازل في دوار المكانسة، بجماعة الهراويين. وخلف الحادث خسائر مادية جسيمة، دون خسائر في الأرواح، عكس السنة الماضية، التي أدى فيها سقوط السلك الكهربائي نفسه إلى مقتل طفلة. ومباشرة بعد سقوط السلك، خرج السكان من منازلهم بعد انقطاع التيار الكهربائي، واحتراق عدد من التجهيزات المنزلية، وقضو ليلتهم في العراء. وتضرر من الحادث أكثر من 50 منزلا، توجد تحت الأسلاك الكهربائية، ذات الشدة الكهربائية العالية. وفي منطقة الغرب، قال حميد هيمة، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي يحيى، ل"المغربية" إن التساقطات المطرية، أول أمس الخميس، أدت إلى إغراق شوارع مدينة مشرع بلقصيري، وانقطاع التيار الكهرباء، وبلغت حمولة واد سبو نسبة قصوى، إذ بدأت مياهه تتدفق من محطيه، ما يشكل خطرا على السكان المجاورين. وبمدينة سيدي يحيى داهمت المياه منازل عدة بحي الوحدة، وحي الفتح، ومؤسسات تعليمية، خاصة مدرسة ابن ياسين، وثانوية ابن زيدون. وأضاف هيمة أن المياه غطت الطرق الرئيسية بين المدن المجاورة، وعلقت رحالات القطار بين سيدي قاسم وبلقصيري. وفي الجنوب، شهدت جماعة أولاد دحو، التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول خلال اليومين الأخيرين تساقطات مطرية استثنائية, خلفت أضرارا بدواويير الجماعة. وقدمت اللجنة الإقليمية لليقظة وتدبير المخاطر, أول أمس الخميس، مساعدة لسكان هذه الجماعة، بواسطة طائرة عمودية، وشاحنات تابعة للدرك الملكي. كما عملت لجنة اليقظة، المتكونة من السلطات المحلية، والأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، على اتخاذ مجموعة من الاجراءات لمواجهة الأثار السلبية للأمطار. وتسببت التساقطات في قطع الطريق السريع بين مطار أكادير المسيرة وتارودانت. يشار إلى أن لجنة اليقظة اتخذت، خلال هذه الفترة، احتياطات استباقية واحترازية، إذ جندت جميع الوسائل الممكنة لتحسيس السكان بعدم الاقتراب من الأماكن، التي تشكل خطرا على سلامتهم، كالأودية ومجاري المياه القوية. كما جندت مجموعة من الآليات لإعادة فتح عدد من الطرق أمام حركة السير. وأعلنت وزارة الداخلية أنه جرى تفعيل اللجان الإقليمية لليقظة بهدف تنسيق الجهود الرامية إلى احتواء الآثار المترتبة عن سوء أحوال الطقس، بعد إصدار مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية لنشرة إنذارية. وأوضح بلاغ الوزارة أن تفعيل هذه اللجان جرى على مستوى مدن الصويرة، وأكادير، وتارودانت، والحوز، واشتوكة آيت باها، وتزنيت، وإفني، وطاطا، وكلميم، وشيشاوة، وآسفي، والجديدة، وطنطان، والسمارة، وطرفاية، والعيون، ومراكش، وأزيلال، وبني ملال، وخنيفرة، وورزازات، والرشيدية. وتعمل هذه اللجان الإقليمية, التي يرأسها الولاة والعمال، على تنفيذ المخططات العملية الرامية إلى حماية السكان والممتلكات، ومساعدة الأشخاص المهددين، أو المتضررين، بفعل سوء أحوال الطقس.