تقول السلطات الإقليمية إن إقليم تاونات شهد تنمية ملحوظة، خلال السنوات الأخيرة، بفضل تضافر جهود القائمين على الشأن المحلي.مقر عمالة تاونات (خاص) مع الإشارة إلى أن ذلك لا يعني تحقيق الاكتفاء الذاتي للإقليم، خاصة أنه ذو خصائص فلاحية تتطلب استثمارا يرفع قيمة المنتوج المحلي، بما يخدم ويلبي احتياجات سكان المنطقة. وأعربت السلطات الإقليمية عن تفاؤلها بوتيرة التغيير داخل الإقليم، التي وصفتها، في تصريحات ل"المغربية"، ب"السريعة والإيجابية"، مؤكدة أن البرامج التنموية المسطرة تنجز وفق دراسة ميدانية، بتشارك مع جميع القطاعات، سعيا إلى تنمية اجتماعية متماسكة، سواء تعلق الأمر بالإنتاج الفلاحي، أو مجالات الاستثمار في المنتوج المحلي. وأكد حميد الحزري، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، ل"المغربية"، أن "هناك انكبابا قويا على إنشاء مؤسسات اجتماعية تخدم سكان الإقليم، إذ هناك 44 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، سواء المشغلة منها، أو التي في طور الافتتاح، مقابل ألف و367 مستفيدا، إلى جانب مراكز التربية والتكوين، ورياض للأطفال، 7 منها مشغلة و4 في طور الاشتغال"، مشيرا إلى أن "التعاون الوطني بالإقليم يحرص على تعبئة الجمعيات والتعاونيات، لإشراك السكان في التنمية المحلية". كما ذكر عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بتاونات، أن "عمالة الإقليم صارمة في مراقبة سيرورة اشتغال القائمين على الشأن المحلي، بما فيه التحفيز على الرفع من تنمية الإقليم، إلى جانب تقديم خدمات للسكان، قصد إشراكهم في العمل الجمعوي، خاصة المتعلق بتسخير المنتوجات المحلية المدرة للدخل". في الإطار ذاته، أفاد خالد العسري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالإقليم، أن "السكان واعون بأهمية المساهمة في التنمية الاجتماعية، من خلال الانخراط في الجمعيات، وتسويق المنتوجات المحلية، كالأعشاب الطبية والزيوت، بإشراف أساتذة باحثين". وقال عبد المجيد أيت هموري، النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة بتاونات، إن "تسهيل ولوج الخدمات الاجتماعية والرياضية بالإقليم، من شأنه أن يسد الثغرات في واقع السكان وسط الإقليم، وهناك مشاريع للتأهيل الحضري، تهم إحداث وتجهيز ملاعب رياضية، ودور شباب، وأندية نسوية، وقاعات مغطاة، ومخيمات أطفال، في ظل مقاربة تشاركية، تساعد على تخطي عراقيل تطور تاونات، باعتباره إقليما ذا طبيعة قروية، وبمساحة شاسعة". وفي مجال الصحة، شدد أحمد أوديش، مندوب وزارة الصحة بتاونات، التأكيد على أن "الإقليم يشهد تحسنا في قطاع الصحة، إذ هناك مستشفى إقليمي، ومستشفى محلي (الحسن الثاني)، و4 مراكز صحية حضرية، و14 مركزا صحيا جماعيا، مع دار للولادة، و33 مركزا صحيا جماعيا، و25 مستوصفا، ومندوبية قطاع الصحة". وأضاف أن "هذه المرافق يشرف عليها 72 طبيبا عاما، و17 طبيبا اختصاصيا، وحوالي 280 طاقما طبيا، ما يعني أن هاجس تفعيل الخدمات الصحية بالإقليم، حاضر بقوة، وإن كانت هناك إكراهات". وقال إن "مجانية توزيع الأدوية على المرضى أهم ما يميز قطاع الصحة بالإقليم، في ظل اعتماد استراتيجية تقلص عدد الوفيات، خاصة لدى النساء الحوامل". من جانب المجتمع المدني، ذكر محمد السطي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، أن "المجتمع المدني لتاونات أصبح واعيا على نحو كبير بحقوقه ومسؤولياته، ما دفع السكان، في كثير من المواقف، إلى التعبير عن احتياجاتهم، قصد إشراكهم والأخذ برأيهم، تحقيقا لمنفعة عامة، وتشجيعهم على الاستثمار في الزراعة النافعة للإقليم".