"الأشخاص الذين يزرعون الكيف يعرضون أنفسهم للمتابعة القضائية، والمحاربة ستستمر طيلة السنة، من وقت الحرث حتى وقت الحصاد، باستعمال جميع الوسائل المشروعة". حملة تحسيسية للسلطات المحلية بسوق السبت بوهودة في تاونات (خاص) هذه تحذيرات ما فتئت ترددها السلطات الإقليمية بتاونات عند كل سوق أسبوعي، في دائرتي تاونات وغفساي، اعتمادا على مكبر الصوت وتوزيع منشورات تحسيسية، قصد توعية السكان بتبعات الاتجار في ما تصطلح عليه السلطات ب"القنب الهندي"، وما يعرف لدى السكان ب"العشبة" أو "الكيف". "اللي زرع الكيف، راه كيظلم غير راسو..."، هكذا تحذر السلطات بتاونات، أسبوعيا، السكان، في حملة تهدف إلى التحسيس بمخاطر "القنب الهندي". بعض السكان يرون في "تجارة العشبة" مجالا لانحرافات أخلاقية، وعوامل تقود إلى تشتيت شمل الأسر، ومؤثرات سلبية على البيئة، والبعض الآخر يجدها "شرا لا بد منه"، إيمانا بفكرة "رب ضارة نافعة"، فيؤكدون أن "غياب البديل أقوى من التخمين في العواقب". وحينما تسهر السلطات المحلية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، ومصلحة المياه والغابات، على تحسيس السكان بمخاطر "الكيف"، وليس هناك من مستجيب (بين مزارعي ومستهلكي القنب الهندي)، تلجأ إلى زجر من تصفهم ب"المخربين للمجتمع"، من خلال متابعات قضائية، تختلف عقوبتها حسب نوع الجرم، بين الزراعة، والترويج، والاتجار، وتنكب على إتلاف هذه المزروعات، باستعمال المبيدات، لتكون النتيجة، خلال السنوات الأخيرة، تقليص مساحات زراعة "القنب الهندي" في بعض المناطق التابعة لإقليم تاونات، حسب إفادات بعض الجهات المعنية. وهناك مواطنون مبحوث عنهم، وآخرون يقضون عقوبات حبسية، نتيجة التجارة في "القنب الهندي"، وفق ما أكدته السلطات المحلية ل"المغربية"، مقابل التشجيع والتحفيز على "الزراعة النافعة"، التي تقول السلطات إن الدولة تدعمها ماديا وتقنيا. وبينما يرى بعض المواطنين أن "الحشيش خلق هوة في المجتمع التاوناتي"، ويقولون إن "تجارة العشبة خلقت الطمع والهيف في الناس"، ارتأت السلطات الإقليمية خلق دينامية محلية للمجتمع، بالدعم والتكوين في الأنشطة المدرة للدخل، بتعاون مع عدد من الجمعيات والتعاونيات، من أجل تعبئة السكان لما فيه منفعة عامة، وتسخير المعطيات الطبيعية، التي يزخر به الإقليم، بإيعاز من عمالة تاونات، حسب عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي، بإقليم تاونات. وقال خالد العسري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالإقليم، إن "هناك سعيا حثيثا بتثمين المنتوجات الفلاحية، وتشجيع الإنتاج المحلي، بتأطير من أساتذة باحثين. من جهته، ذكر حميد الحزري، مندوب التعاون الوطني بإقليم تاونات، أن "الإقليم يشهد قفزة نوعية في إحداث مؤسسات للرعاية الاجتماعية، تهم دار الطالبة ودار الطالب، و18 مؤسسة مشغلة، و4 مؤسسات في طور الافتتاح، و14 مؤسسة في طور البناء، ومؤسستين مبرمجتين، إضافة إلى مراكز التكوين غير النظامي، ورياض الأطفال". في السياق نفسه، قال عبد المجيد أيت هموري، النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة بتاونات، إن هناك "سبع دور شباب مشغلة، و3 دور شباب في طور الافتتاح، إضافة إلى مسابح، ومركبات سوسيو رياضية، لتسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية والرياضية بالإقليم، بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". وعن المجتمع المدني، يقول محمد السطي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، إن "هناك من المحفزات ما يكفي داخل الإقليم ، للإقلاع عن التعاطي لزارعة القنب الهندي، بدل الإذعان لها".