كشفت الولاياتالمتحدة الأميركية، أمس الأربعاء، عن استعدادها لتوفير النظائر الطبية لطهران في خطوة منها لحمل إيران على وقف تخصيبها لليورانيوم، الذي تقول إنها تحتاجه للحصول على هذه النظائر، حسب ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية.وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كرولي، إن الولاياتالمتحدة ودول أخرى لم يسمها "ستقدم مقترحا جديدا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتزويد إيران بتلك النظائر الطبية". وأشار المتحدث إلى أنه، وفقا للاقتراح الجديد سيسهل المجتمع الدولي "حصول إيران على النظائر الطبية من دولة ثالثة". وكان الرئيس الأميركي أعلن أن الولاياتالمتحدة ستكمل، خلال أسابيع، ما وصفه بنظام عقوبات فعال ضد إيران، مشيرا إلى أن طهران تتجه نحو امتلاك أسلحة نووية، فيما صعدت موسكو لهجتها واعتبرت قرار إيران تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى مخالفا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقال الرئيس باراك أوباما في مؤتمر صحفي مفاجئ بالبيت الأبيض، أول أمس الثلاثاء، إن سعي إيران -رغم إنكارها- بات واضحا أنه يتجه نحو امتلاك أسلحة نووية. ودون الخوض في تفاصيل قال الرئيس الأميركي إن إدارته تطور ما وصفه بنظام عقوبات فعّال على إيران، مشيرا إلى أن العمل على توسيع العقوبات الدولية يسير قدما بسرعة كبيرة وسيكتمل في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأشاد أوباما بما وصفه بموقف روسيا المتقدم تجاه إيران، لكنه قال إن موقف الصين ليس واضحا، مشيرا إلى أن موقف بكين إزاء فرض العقوبات سيتضح داخل مجلس الأمن. وسبق تصريحات أوباما توقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فرض عقوبات دولية جديدة على إيران في غضون أسابيع وليس أشهرا، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسمه. وفي تحول للموقف الروسي من إيران، صعدت موسكو لهجتها إزاء طهران بشأن برنامجها النووي, واعتبرت أن قرارها تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى مخالف لقرارات مجلس الأمن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قرار طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% يثير الشكوك في مدى جدية نواياها في تبديد المخاوف الحالية للمجتمع الدولي. كما أعرب عن إحباط بلاده إزاء عدم إعطاء إيران "الفرصة للدبلوماسية لتؤتي ثمارها". وفي الدوحة نفى سفير روسيا لدى قطر فلاديمير تيتورينكو للجزيرة وصف إيران بالحليف لروسيا، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين علاقات شراكة، وأكد أن موسكو تمارس سياستها على مبادئ وليس صفقات، في معرض رده على أسباب تغير الموقف الروسي، مشيرا إلى أن التصريحات الأخيرة في طهران أثارت الشكوك لدى القيادة الروسية. وفي تل أبيب، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي إلى إيقاع ما وصفها بعقوبات قاسية وفورية على إيران لكبح قدرتها على تطوير برنامجها النووي. وفي العاصمة الفرنسية، قال وزير الخارجية برنار كوشنر إن المشاورات جارية لضمان توافق كامل بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران تستهدف قطاع الطاقة، لكنه ألمح إلى وجود معارضة صينية بهذا الشأن. وفي هذه الأثناء، بدت الصين وحيدة في مطالبتها جميع الأطراف بالعمل على التوصل إلى اتفاق مدعوم دوليا بخصوص مقترح الوقود النووي وحل الأزمة، كما ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية ما زهو شو . لكن وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قال الثلاثاء إن نظيره الصيني يانغ جيشي أكد له في لقاء على هامش مؤتمر لندن بشأن أفغانستان في 28 يناير الماضي تصميم بكين على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية. ومقابل رغبة الدول الكبرى في تشديد العقوبات على إيران أعرب وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم عن اعتقاده أن العقوبات على إيران لن تكون فعالة، واقترح بدلا من ذلك زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران لحل المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي.