لم يكن يخطر ببال صاحب وكالة متخصصة في كراء الدراجات النارية، بعرصة البردعي بحي جيليز بمراكش، أن يتعرض في يوم من الأيام للنصب والاحتيال من طرف فرنسي، يبلغ من العمر حوالي 26 سنة، عندما أوهمه بكراء دراجة نارية من نوع "سكوتر" حمراء اللون، للقيام بجولة سياحية عبر شوارع المدينة الحمراء.وبعد أداء واجب الكراء المتفق عليه، فوجئ صاحب الوكالة بعد مرور المدة، التي جرى الاتفاق بشأنها، باختفاء المتهم الفرنسي عن الأنظار، ليكتشف في الأخير أنه كان ضحية نصب واحتيال، ما جعله يتقدم بشكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، الذي أحال نسخة منها على عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش. وقادت التحريات الأولية، التي باشرها المحققون بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بجامع الفناء، إلى التوصل إلى هوية المتهم الفرنسي، الذي تمكن من مغادرة أرض الوطن في اتجاه فرنسا عبر مطار مراكش المنارة الدولي. وعثر محققو الشرطة القضائية على الدراجة النارية المسروقة، في محل متخصص في صباغة الدراجات النارية بالمدينة العتيقة، وقد جرى طلاؤها بلون أسود، ليجري حجزها وإصدار مذكرة بحث دولية لاعتقال المتهم الفرنسي، في إطار التعاون القائم بين الشرطة الدولية (الأنتربول)، والإدارة العامة للأمن الوطني. وكشفت التحقيقات المعمقة، التي قامت بها المصالح الأمنية المذكورة، أن المتهم الفرنسي يقيم بمدينة مراكش، ويتردد على إحدى دور الضيافة الموجودة بالمدينة العتيقة، تبين أن ملكيتها تعود إلى والده، المقيم هو الآخر بالمدينة الحمراء.