وقعت بمدينة العرائش، أخيرا، جريمة قتل مأساوية، راح ضحيتها رجل وحبيبته، إذ قتل الرجل العاشق حبيبته ثم انتحر، مخلفا وراءه مجموعة من الأسئلة والغموض حول أسباب إقدامه على ارتكاب الجريمة، وقتل فتاة أحبها لسنوات، وبالتالي إنهاء حياته في لحظة يأس.توصلت عناصر الشرطة القضائية بالعرائش، أخيرا، بخبر وقوع جريمة قتل مزدوجة، ارتكبها المتهم في حق حبيبته، قبل أن يتحول بدوره إلى ضحية، حين أنهى حياته. المتهم الضحية عمره 54 عاما، أب لأربعة أبناء، مهنته بحري، كان يربط علاقة حب مع الضحية، فتاة في مقتبل العمر، لم تتجاوز ربيعها 26. كانت الضحية تعمل بإحدى المقاهي بشارع الحسن الثاني بالمدينة، وكان المتهم الضحية يتردد على المقهى، فأعجب بها كثيرا، وسرقت قلبه بجمالها ورشاقتها، وخفة دمها، فنشبت بينهما علاقة إعجاب، سرعان ما تحولت إلى حب جارف. عرف المتهم / الضحية ظروف حبيبته، وسارع إلى طلب يدها من أهلها أكثر من مرة، لكن أفراد أسرتها رفضوه، بدعوى أن العريس الجديد متزوج وله أبناء، ويكبرها في العمر بسنوات. بعد الرفض المتتالي لأهل الضحية، حاولت الابتعاد عنه، في الوقت الذي كان يتمسك بها أكثر، إذ بدأ في اعتراض طريقها وهو يطلب ودها وحبها، لكنها كانت ترفض وتطلب منه الابتعاد عنها، فبدأت الوساوس تدب إلى قلبه العاشق، وتناسلت الأسئلة الكثيرة في ذهنه حول سبب رفضها له، وأيضا، رفض أسرتها للزواج منه، فقرر أن ينهي حياتها وتصفيتها. كان آخر يوم في دجنبر الماضي، في حدود السابعة صباحا، وبينما الضحية في طريقها إلى عملها كالعادة كل صباح باكر، فاختبأ بأحد الأماكن وانتظر قدومها، وما إن لاحت إليه حتى اقترب منها وطالبها من جديد بالحديث معه، والإجابة عن كثير من الأسئلة، التي تدور في خلده حول علاقتهما، فنشب بينهما شجار عنيف، لم يتمالك المتهم الضحية نفسه، فضربها بقوة، قبل أن يخرج سلاحا أبيض كان يخفيه ويوجه لها ثلاث طعنات قاتلة في أنحاء مختلفة من جسدها، ليتركها غارقة في دمائها وملقاة على الأرض، ثم ذهب إلى منزله وأخذ بعض الأدوية، في محاولة منه الانتحار، فتدخل أفراد أسرته ومنعوه من ذلك، ليتوجه بسرعة نحو المطبخ وحمل سكينا آخر وغرسه في بطنه، ووضع حدا لحياته وسط ذهول وصدمة أفراد أسرته، الذين استغربوا تصرفه. اتصل بعض المارة بأفراد عائلة الضحية ومصلحة الشرطة والإسعاف، فحملت الأخيرة الضحية إلى المستشفى، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، كما توفي المتهم متأثرا بالطعنات القوية التي وجهها لنفسه "منتحرا". في حين انطلقت التحريات لمعرفة أسباب الجريمة، وجرى استدعاء أفراد أسرتي الضحيتين، لكن أسباب إقدام المتهم على الجريمة ظلت غامضة. أشارت بعض المصادر إلى أن حب المتهم للضحية كان جنونيا، لم يتمكن معه تقبل رفض أسرتها له وأيضا ابتعادها عنه، إذ كان متزوجا وله أبناء، في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن علاقته بالضحية استمرت فترة طويلة، أحبها فيها وكان يريد الارتباط بها، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي نفس المتهم، فأنهى حياته وحياة حبيبته في لحظة شك ويأس.