تفكر عدد من الفعاليات النسائية في مجلس مدينة الدارالبيضاء، حاليا، في تشكيل تكتل نسائي داخل المجلس، سبب هذه الخطوة يرجع إلى أن بعض المستشارات شعرن بأنهن صفر على الشمال داخل المجلس وأنهن مغيبات في صنع القرار السياسي في مجلس المدينة.مستشارو ومستشارات مجلس مدينة الدار البيضاء في إحدى دورات المجلس (أيس بريس) "سكوت... النساء سينتفضن"، هذا ليس عنوان شريط سينمائي مغربي يجري تصويره في الدار البيضاء، ولكنه فحوى التكتل النسائي، الذي تعتزم عدد من الفعاليات النسائية في مجلس مدينة الدارالبيضاء خلقه للدفاع عن حقوقهن في المجلس. فقد شعرت عدد من المستشارات في مجلس مدينة الدارالبيضاء أن البساط بدأ تدريجيا يسحب من تحدت أقدامهن، وأنهن لن يكن أكثر من آلة للتصويت على القرارات، التي ستتخذ في مجلس المدينة، ففكرن، كما تقول مصادر"المغربية" في تشكيل تكتل يهدف إلى توحيد الرؤى للدفاع عن حقهن في تمثيل مشرف لمن وضعوا ثقتهم فيهن، ووضع حد لكل الخطوات، التي تهدف إلى قطع الطريق عليهن، وتحويلهن إلى مجرد ديكور سياسي في مجلس المدينة. فبعيدا عن التحالفات الحزبية، التي قادت عمدة الدارالبيضاء محمد ساجد لرئاسة المجلس الجماعي للمرة الثانية على التوالي، دخلت مستشارات في مجلس مدينة الدارالبيضاء في مشاورات، لتشكيل التكتل للتصدي، كما تقول مصادر "المغربية" لكل محاولة لتهميشهن من قبل رجال المجلس، وأكدت المصادر ذاتها أن التكتل النسائي يأتي في الوقت الذي تستعد فيه عدد من المستشارات للعب دور فعال في المجلس، وليس الاكتفاء فقط بتأثيث المشهد السياسي محليا، وأوضحت المصادر ذاتها أن أغلبية المستشارات يرفضن البقاء كديكور في مجلس المدينة، وهن على استعداد لإعادة تركيبة المجلس إلى نقطة الصفر، في حالة إذا كانت هناك نية من قبل المستشارين إلى تهميشهن. وأكدت المستشارة خديجة الطانطاوي أن من بين الأسباب، التي جعلت عددا من المستشارات داخل المجلس يفكرن في التكتل، هو غيابهن في عدد من هياكل المجلس، وقالت في هذا السياق "هناك فعلا حركة نسائية على قيد التشكل في مجلس المدينة، لأننا لم نستفد من الكوطا في عدد من هياكل المجلس، وعلى رأسها اللجان والمكتب المسير، صحيح أن هناك المستشارة أمينة ثنين في المكتب المسير، ولكن مستشارة واحدة لا تكفي، فنحن نرفض أن نكون مجرد آلة للتصويت على المشاريع في الدورات". وأفادت المصادر نفسها أن التكتل، الذي تستعد نساء مجلس مدينة الدارالبيضاء خلقه، يهدف إلى توحيد جهود الحركة النسائية في هذا المجلس، حتى لا يبقى صنع القرار في المجلس رهينا فقط بالرجال، وهو الأمر نفسه، الذي تزكيه المستشارة خديجة الطانطاوي في تصريحها ل "المغربية"، التي أوضحت أن القرار داخل مجلس المدينة هو حكر على الرجل، وهذا أمر غير مقبول، على اعتبار أن مجلس المدينة يتوفر على عدد كبير من الفعاليات النسائية، القادرة على المساهمة في تنمية المدينة". بالمجلس 35 مستشارة ومنذ أول دورة لمجلس مدينة الدارالبيضاء، ظهر بالفعل أن نساء مجلس المدينة لن يكون صفر على الشمال في حسابات المكتب المسير، إذ أنهن يحرصن على تسجيل مواقفهن بشكل صريح، مؤكدات أنهن لن يسمحن بأن يكن الحلقة الثانية لمجلس مدينة الدار البيضاء في إطار وحدة المدينة، نسخة طبق الأصل للحلقة الأولى، وأنهن مستعدات للدفاع عن حقوق المدينة مهما كلفهن الأمر. ويوجد في مجلس مدينة الدارالبيضاء 35 مستشارة يمثلن مختلف الأحزاب السياسية الكبرى. وأوضحت خديجة الطانطاوي أنه لن يعقل أن يجد عدد من الفعاليات النسائية في المجلس أنفسهن خارج كل الحسابات، ومغيبات عن صنع القرار في هذا المجلس، وهن يطمحن إلى المساهمة في تنمية هذه المدينة، وقالت "لا يمكن بأي حال أن تكون مجموعة من النساء غير حاضرة في التسيير، والمؤسف أن ذلك لا يتعلق فقط بمجلس المدينة، بل أيضا بمجلسي العمالة والجهة، ففي هاذين المجلسين لا وجود للنساء في المكاتب المسيرة، وهذا ضد التوجه العام القاضي بضرورة مشاركة النساء في صنع القرار السياسي على المستوى المحلي، فالفعاليات النسائية التي تفكر في تشكيل هذا التكتل تنتمي إلى تيارات حزبية مختلفة، لكنها في الوقت ذاته تنتمي إلى الجسم النسائي، ونحن على استعداد لتنسيق المواقف، حتى لا نتحول إلى ديكور في مجلس المدينة، لأنه لا يعقل أن نترك انشغالاتنا وعائلاتنا، ونتحول إلى مجرد آلة للتصويت، فهذا لا نقبله بأي حال". وأضافت المتحدثة نفسها أن الفعاليات النسائية، التي يتوفر عليها مجلس المدينة، قادرة على المساهمة في تنمية الدارالبيضاء، لأنه بقراءة بسيطة لأسماء عدد من المستشارات يظهر أنهن من الفعاليات النسائية، التي تزخر بها المدينة، وتابعت قائلة "إننا لا نطالب بالامتيازات، ولكن فقط بدور فعال داخل المجلس، لأننا قوة قادرة على تحقيق العديد من الأشياء الإيجابية لفائدة المدينة". الاتحاد قوة وإذا كان العمدة محمد ساجد فكر طويلا أثناء تشكيل الأغلبية والمكتب المسير، في أن يجعل المجلس قوة متجانسة، فإنه بدون شك لن يخطر في باله أنه سيأتي يوم تفكر فيه مجموعة من النساء أنهن سيتحدن ضد ما يصفنه بالعنف السياسي الممارس ضدهن في المجلس.