أكد الدبلوماسي الإسباني السابق، ماكسيمو كاخال، أن خلق "دولة" في الصحراء، تحت وصاية الجزائر، يتعارض مع المصلحة الوطنية لإسبانيا. وأوضح ماكسيمو كاخال، في مقال للرأي نشرته صحيفة "إيل باييس" أول أمس الاثنين، أن "إمكانية وجود (دولة) مستقلة جديدة في الصحراء يعد تهديدا آخر يأتي لينضاف إلى الأخطار الأخرى القائمة، التي تهدد أمن إسبانيا". وقال الدبلوماسي السابق لإسبانيا لدى حلف الأطلسي، إنه يمكن اعتبار أن هذا الموقف يندرج ضمن "المصلحة العليا للدولة أو السياسة الواقعية، أو مصلحة الوطن، أو فقط الوطنية الصريحة والصادقة"، مضيفا أن "هذه الاعتبارات هي التي تفسر موقفي المعارض لهذا المشروع الخطير، المتمثل في خلق دولة تحت وصاية الجزائر في الصحراء". وأبرز ماكسيمو كاخال أن "خلق جمهورية صحراوية سيشكل مصدرا لانعدام الأمن بالنسبة للمغرب، بل، أيضا، وخصوصا بالنسبة لإسبانيا ابتداء من جزر الكناري"، مضيفا أنه "إذا كانت اليوم الأراضي المتاخمة لصحراء الجزائر والمغرب والحدود، التي يسهل اختراقها من موريتانيا ومالي، أي منطقة الساحل، تشكل بؤرة حقيقية للإرهاب، فإن الأمر سيصبح أشد سوءا إذا انضافت إلى هذه المنطقة الشاسعة، 250 ألف كيلومتر من الصحراء، التي تقع في عمق التراب المغربي، على بعد مئات الكيلومترات من جزر الكناري". وحسب السفير الإسباني السابق فإن "ما هو على المحك أساسي بالنسبة لأمن إسبانيا، وأيضا بالنسبة لأمن المغرب". وفي هذا السياق ذكر كاخال بأنه "لا يمكن أن تكون هناك صحراء مستقلة، لأنها ستصبح في نهاية المطاف دولة تولد ميتة ما لم تخضع لمراقبة بلد ثالث وهو الجزائر"، مؤكدا أن ذلك "لن يكون في مصلحة إسبانيا، التي يتعين عليها أن تتحمل مسؤولية العواقب والنتائج المترتبة عن هذا السيناريو، وعدم التزام الصمت". وتساءل الدبلوماسي الإسباني في هذا الإطار "من الذي سيتكفل بضمان الأمن والاستقرار والازدهار لهذه الدولة ما عدا البلد المجاور، الجزائر، الذي يقيم فوق أراضيه منذ أكثر من ثلاثة عقود عشرات الآلاف من الصحراويين، الذين يعيشون في ظروف سيئة في مخيمات تندوف". كما تساءل السفير الإسباني السابق "هل لا يمكننا أم لا نريد وضع حد لهذا الوضع المحفوف بالمخاطر؟" و"كم عدد المواطنين الذين سيعيشون في هذه الجمهورية الجديدة، التي طالما حلم بها - البوليساريو- مع العلم أن لا أحد يعرف بالضبط عدد الصحراويين في مخيمات تندوف في غياب أي إحصاء". وأبرز أن "مطالب - بوليساريو- غير قابلة للتطبيق، لكونها نتيجة استعمار إسباني متأخر، ولأن الصحراء لم تشكل أبدا بذرة أية دولة عكس المغرب"، مضيفا أن "السكان الصحراويين، الذين كانوا يتنقلون عبر الصحراء على شكل رحل، لم يكونوا –شعبا-. إنهم الإسبان الذين أحدثوا هوية مصطنعة تحولت في نهاية المطاف ضد إسبانيا".