في تطور مفاجيء، بعثت البوليساريو وفدا عنها إلى موريتانيا، في محاولة لتقصي أنباء عن تغيير مرتقب في الموقف الموريتاني لصالح مغربية الصحراء، وسحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية، بعد عقود من موقفها المحايد في الملف. ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة أخبار أن وفد البوليساريو وصل نواكشوط في زيارة لم يعلن عنها من قبل، للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ويرجح أن تكون الزيارة بسبب الجدل الذي ثار في موريتانيا بين القوى السياسية حول جدوى موقف الحياد الإيجابي من النزاع حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو. هذا، وكانت زيارة السفير الموريتاني بالرباط، الشيخ العافية ولد محمد خونة، وهو رئيس وزراء سابق، إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب، أشاد فيها بالتنمية التي أحدثها المغرب في الصحراء. مما أثار جدلا محتدما بين الأحزاب الموريتانية حول سلوك السفير وتصريحاته، زادها توترا إقدام أحد البرلمانيين في الحزب الحاكم على مطالبة بلاده بسحب موريتانيا اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية المزعومة. وتتبنى موريتانيا موقف الحياد الإيجابي منذ سنة .1979 من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي الإسباني السابق، ماكسيمو كاخال، أن خلق دولة في الصحراء تحت وصاية الجزائر يتعارض مع المصلحة الوطنية لإسبانيا. وأوضح كاخال، في مقال للرأي نشرته صحيفة إيل باييس أول أمس الاثنين، أن إمكانية وجود دولة مستقلة جديدة في الصحراء يعد تهديدا آخر يأتي لينضاف إلى الأخطار القائمة الأخرى التي تهدد أمن إسبانيا. واعتبر هذا الموقف يندرج ضمن المصلحة العليا للدولة أو السياسة الواقعية أو مصلحة الوطن أو فقط الوطنية الصريحة والصادقة، مضيفا أن هذه الاعتبارات هي التي تفسر موقفي المعارض لهذا المشروع الخطير المتمثل في خلق دولة تحت وصاية الجزائر في الصحراء. وفي سياق ذي صلة، اعتبر وزير الشؤون الخارجية الصيني يانغ جييشي، اليوم الاثنين بالرباط، أن بلاده تأمل في أن تظهر الأطراف المعنية بقضية الصحراء مرونة وتتجاوز خلافاتها، من أجل إيجاد حل عادل ودائم ومقبول بالنسبة للجميع، على أساس قرارات الأممالمتحدة. وقال الوزير الصيني، خلال ندوة صحفية، إنه يتفهم الأهمية الكبرى التي يوليها المغرب لهذا المشكل، الذي يعد من مخلفات التاريخ. وأضاف أن الصين، باعتبارها بلدا عضوا في مجلس الأمن وبلدا مسؤولا، ستواصل العمل من أجل إيجاد حل ملائم لهذا المشكل.