سقط خبر وفاة شاب، يدعى جواد بن رحو، 22 سنة، بمخفر سرية الدرك الملكي بجماعة أولاد حسون، في منطقة الويدان ضواحي مدينة مراكش، خلال الأسبوع الماضي، كالصاعقة على والده مصطفى.عندما خاطبه قائد سرية الدرك الملكي، أثناء تلقيه مكالمة هاتفية للحضور فورا إلى المركز، قائلا "عظم الله أجرك في ولدك، راه شنق راسو". لم يصدق والد الضحية خبر انتحار فلذة كبده، الذي جرى اعتقاله من طرف عناصر الدرك الملكي بالسوق الأسبوعي في المنطقة، بعد شجار بينه وبين نجل مستشار بجماعة أولاد حسون حول مبلغ درهمين، مقابل حراسة سيارته بمحطة وقوف السيارات، نتج عنه إصابة المشتكي في أنفه، بعد تلقيه ضربة رأس، نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل. وكان والد الضحية، قبل تلقيه المكالمة بساعة، زار ابنه بمركز الدرك الملكي، الذي كان يخضع فيه لتدابير الحراسة النظرية، ليقدم له وجبة الغداء وبعض الملابس لحمايته من البرد القارس، بعدما قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في مراكش، إرجاع ملف القضية لإتمام إجراءات البحث وتمديد الحراسة النظرية. يقول والد الضحية، في لقائه مع "المغربية"، أثناء سرد تفاصيل القضية "عندما توجهت إلى مركز الدرك الملكي لأسلم الأكل لابني، واجهني دركي المداومة بشراسة وطردني ومنعني من مقابلته، وبعد إصراري تمكنت من ذلك، ولم ألاحظ أن بحوزته لفاف العنق، الذي زعموا في الأخير أنه شنق به نفسه". وأضاف الوالد المكلوم "بعد خروجي أخبرني ابني بواسطة الهاتف المحمول بترك الأمور تأخذ مجراها القانوني، لأفاجأ بعدها بمكالمة هاتفية من قائد سرية الدرك الملكي يخبرني بضرورة الحضور فورا إلى المركز، وأثناء وصولي وجدت عددا من رجال الدرك الملكي من ضمنهم عناصر بزي مدني، لأفاجأ بقائد السرية يخبرني أن ابني وضع حدا لحياته شنقا ونقلت جثته إلى مستودع الأموات". ووجهت عائلة الضحية شكاية إلى الوكيل العام للملك، عن طريق دفاعها، للمطالبة ب "ضرورة فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة الأسباب الحقيقية في وفاة فلذة كبدها، الذي كان يتميز بصحة جيدة ونفسية عالية في مواجهة التهم المنسوبة إليه بمخفر سرية الدرك الملكي بأولاد حسون". وأفاد مصدر جيد الاطلاع أن دركي المداومة، الذي كان مكلفا بحراسة الضحية، جرى توقيفه عن العمل، وإحالته على المحكمة العسكرية بالرباط، التي قررت عدم الاختصاص في القضية، وإحالتها على محكمة الاستئناف بمراكش.