طالب المواطن المغربي، المقيم في بلجيكا، بوشعيب مقدم، والد الأطفال الخمسة، الذين ذبحتهم أمهم البلجيكية في نيفيل (30 كلم جنوببروكسل)، سنة 2007، مجلس الدولة البلجيكي بإلغاء قرار تخصيص منحة قدرها 620 ألف أورو، لتصوير فيلم سينمائي حول المجزرة، التي تعد أحد أحلك الفصول في التاريخ الحديث للبلاد. وأفاد دفاع مقدم أنه سيلجأ إلى كل الجهات المعنية، قصد استئناف قرار وزيرة الثقافة البلجيكية، فضيلة لعنان، إذا لم يوافق مجلس الدولة على طلب إلغاء الدعم. ويحكي الفيلم، الذي يحمل عنوان "حب حتى الجنون"، قصة الأم البلجيكية، جينفييف ليرميت (43 سنة)، التي تقضي حكما بالسجن مدى الحياة، وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية. وإلى جانب الأب، يطالب دفاع الأم، أيضا، بإلغاء قرار تخصيص الدعم للفيلم. ووصف الأب، الذي كان في رحلة إلى المغرب، أثناء وقوع المجزرة، فكرة الفيلم ب"المشينة"، مضيفا أنه قد يعطي صورة خاطئة عن الأحداث. وكانت الأم قتلت أولادها في فبراير2007، ذبحا بسكين، الواحد تلو الآخر، مبتدئة بابنها الأصغر، مهدي (3 سنوات)، ومنتهية بابنتها الكبرى، ياسمين (14 عاما)، مرورا بمنى (7 سنوات)، ومريم (10 سنوات)، ونورة (12 سنة)، قبل أن تحاول الانتحار، دون نجاح. ووقعت الجريمة في غياب والد الأطفال، الذي كان في طريق عودته من رحلة إلى المغرب، إذ تلقى النبأ المفزع عند وصوله إلى مطار بروكسل. وروت الأم، خلال المحاكمة، كيف ذبحت بناتها الأربع وابنها، موضحة أنها لم تعد تطيق الحضور "الطاغي" للطبيب، ميشال شار، الأب الروحي لزوجها، الذي كان يعيل الأسرة، ويعيش في المنزل نفسه. لكن الزوج، بوشعيب مقدم، اعتبر أن الطبيب فرد من العائلة، ولم يكن وجوده يطرح مشكلة. وقالت الزوجة، في نهاية الجلسة، متوجهة إلى زوجها "أريد أن أقول لك إني نادمة على ما فعلته بأولادنا. أطلب منك الصفح، لأني أعرف أن ذلك حطم حياتك". وصرح الزوج أنه لم يلاحظ، أبدا، وجود المشاكل العائلية، التي تحدثت عنها زوجته، لتشرح سبب فعلتها "الرهيبة". ونفى أنه كان عنيفا، أو غائبا معظم الوقت، أو غير مبال بحالة الاكتئاب، التي قالت زوجته إنها كانت تعانيها. وأضاف مدافعا عن نفسه أن العمل الوحيد المتسم بالعنف هو "المذبحة"، التي ارتكبتها زوجته بحق أولادهما.