ألحقت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها منطقة تاونات وغفساي، أضرارا واسعة النطاق بمنتوجات الفواكه، وأتلفت المحاصيل والمزارع، وغمرت مياه وادي بمحمد، في دوار أولاد صفاء بني السنوسي، 100 هكتار من الاراضى الزراعية بسبب الفيضانات في وادي سبو. وتسببت فيضانات واد ولاد أوراغة بتاونات أيضا، في فقدان نحو 220 شجرة حامض، وتدمير 140 ألف طن من البرتقال، وألحقت أضرارا بخط الأنابيب ومعدات الضخ، ما دفع بالسلطات المحلية والإدارات التقنية إلى التحرك للتقييم الشامل للخسائر. يقول أحد الفلاحين بالمنطقة "هذا السيناريو يتجدد كل عام مع حلول موسم الأمطار"، واصفا المزارع القريبة من الأودية ومنها وادي سبو ب "المهددة بالدمار". وعزا أحد المهندسين الفلاحيين ارتفاع نسبة المياه بالأودية والآبار إلى كثافة الأمطار ومدتها وحالة التربة المشبعة، وهو الحال عندما تكون مستويات المياه في النهر وروافده تتجاوز الذروة لتفيض في السهول، وللوقاية من فيضانات الأودية ستقوم إدارة مندوبية الفلاحة بوضع خطة عمل تهم بالأساس اتخاذ تدابير للحد من الأضرار. وتسببت الأمطار في تعطيل حركة المرور على الطرق، التي تربط بين العديد من المناطق، خاصة تاونات ودوار بني احمد. وتسببت رداءة الأحوال الجوية أيضا في انقطاع التيار الكهربائي بالسجن المحلي بغفساي، وبعض الدواوير بدائرة عين عائشة وتيس، ونالت الأمطار أيضا من أحد الجسور ومن العديد من المدارس و المباني، وقامت لجنة من المقاطعة المحلية برصد الوضع في المنطقة والتدخل كلما استدعى الأمر ذلك. ورغم المجهودات، التي تبذلها السلطات المحلية بتاونات وغفساي، للحد من مخاطر الفيضانات، التي تحذق بالسكان، تبقى أرقام الخسائر الفلاحية مرتفعة، ما دفع الجهات المعنية إلى وضع برنامج لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، مع العلم أن جميع المزارعين المتضررين من الفيضانات، يعتمدون بالأساس على دعم الدولة، وفي حالات الطوارئ يجري استئناف العمل في أقرب وقت ممكن، لإنقاذ الموسم الفلاحي، ومساعدة المزارعين، الذين غالبا ما يضطرون إلى الاستدانة من أجل زراعة أراضيهم.