أحالت عناصر الفرقة السادسة بمصلحة الشرطة القضائية بأمن أنفا، صباح أمس الجمعة، على الوكيل العام باستئنافية البيضاء، عصابة إجرامية متخصصة في "النصب والتزوير واستعماله في محررات رسمية، والسرقة، وانتهاك حرمة المراسلات البريدية، وحيازة بندقية دون سند قانوني". وتمكن محققو الفرقة من وضع حد لنشاط العصابة المكونة من 5 أفراد، بعد قيامهم بعدة عمليات. ومن بين المتهمين، موظف بمصلحة البريد، كان يقوم بانتهاك حرمة المراسلات، ويسرق الشيكات البنكية، وكذا المستخلصات البنكية، المرسلة عبر البريد العادي، في حين يقوم باقي أفراد العصابة بمحو المبالغ المتضمنة فيها باستعمال سائل خاص، وإعادة ملئها من جديد، قبل استخلاصها باستعمال بطائق وطنية مزورة، تجري سرقتها أيضا من طرف الموظف المذكور من مصلحة البريد. وبدأت فصول هذه القضية في أكتوبر المنصرم، إذ تقدم شخص من أجل استخلاص شيك بقيمة 35 ألفا و500 درهم، مدليا ببطاقة وطنية سيتبين في ما بعد أنها مزورة. وتمكن المتهم من صرف قيمة الشيك، وعندما ربط الموظف البنكي الاتصال بصاحب الشيك، أكد له هذا الأخير أنه لم يسبق له أن سلم شيكا للشخص المذكور، وأن الشيك موضوع القضية قام بإرساله عبر البريد إلى شركة ريضال من أجل أداء بعض الأقساط بذمته، ليسجل شكاية في الموضوع لدى مصلحة الأمن. وأفاد مصدر أمني أن مصلحة الشرطة القضائية بأنفا، توصلت بعد ذلك بمجموعة من الشكايات المماثلة، كما تقدم مواطن آخر بشكاية تفيد أن أحد الأشخاص ينتحل صفته وهويته، ويستخلص بها شيكات بنكية، وأن الشرطة استدعته عدة مرات، مؤكدا أن بطاقته الوطنية ضاعت منه في ظروف غامضة. وذكر المصدر ذاته أن محققي الفرقة وجهوا انتدابا إلى مختلف الفروع والوكالات البنكية بالبيضاء، لأخذ الاحتياطات بخصوص أي شخص تقدم لاستخلاص شيك، ويحمل اسما من الأسماء التي صرفت بها الشيكات السابقة، التي تقدم أصحابها بشكايات في الموضوع. وأوضح المصدر أن عناصر الفرقة توصلت، يوم الثلاثاء الماضي، بمكالمة هاتفية من وكالة بنكية، تفيد أن شخصا يحمل المواصفات نفسها تقدم لصرف شيك، مشيرا إلى أنه جرى الانتقال على الفور إلى الوكالة، واعتقل المعني بالأمر، الذي تبين أنه يتحوز بطاقة وطنية مزورة. وبعد القيام بتفتيش سيارته المكتراة، جرى العثور على مجموعة من الشيكات البنكية، إضافة إلى مجموعة من البطاقات الوطنية، ونسخ مستخلصات بنكية وبريدية بمنزله. وبحسب المصدر الأمني، فإن المتهم اعترف بالمنسوب إليه، ودل المحققين على باقي شركائه، من بينهم الرأس المدبر، ويدعى أحمد (أ)، من مواليد 1968، من ذوي السوابق، مضيفا أنه جرى نصب كمين له، وجرى اعتقاله هو الآخر. وعثربحوزة الرأس المدبر على بطاقتين وطنيتين، فضلا عن بطائق وطنية أخرى مزورة ودفتر شيكات، ومجموعة من المستخلصات البنكية بغرفة يكتريها. وذكر المصدر ذاته أن المتهم اعترف بالمنسوب إليه، وأن له شريكا آخر يعمل بمصلحة البريد، هذا الأخير يزوده بالشيكات، التي يبعثها أصحابها بالبريد العادي، كما يسلمه البطائق الوطنية، التي يعثر عليها بالصناديق البريدية، بحكم أنه يشتغل بمصلحة الفرز. وكشف التحقيق مع المتهم الرئيسي أن ابنه المدعو "الحاج"، هو من يقوم بملء الشيكات، التي يعمل على محوها بواسطة "الماء الماسح"، ثم يقوم بتضمينها مبالغ أخرى، معترفا أيضا بأن هناك شخصا آخر يدعى "عبد اللطيف"، يساعده في تزوير البطائق الوطنية، وإلصاق الصور الفوتوغرافية عليها، بعدما يسلمها له موظف البريد. وقال المصدر الأمني إن محققي الفرقة تمكنوا من اعتقال موظف البريد عبد المجيد (ح)، من مواليد 1953، بضاحية البراهمة بطريق أزمور، مشيرا إلى أن تفتيشا بسيارته ومسكنه، أسفر عن حجز بطاقتين وطنيتين ودفتر شيكات، ووثائق أخرى، إضافة إلى مجموعة من المراسلات والطوابع البريدية. وأبرز المصدر ذاته أن المتهم اعترف هو الآخر بالمنسوب إليه، كما جرى اعتقال باقي المتهمين، الذين ثبت تورطهم ضمن العصابة، موضحا أنه جرى كذلك الاستماع إلى عدد من الضحايا، وممثل مصلحة البريد، الذي أصر على متابعة المتهم.