أجرت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمجلس الأمن “نيكي هالي” لقاءا مفصلا مع ممثلي بلدي روسيا وإثيوبيا، بحيث عبرا لها بأنهما يعارضان محتوى النص فقط، وبأن بلديهما تطلبان “التوازن في صيغة القرار” . وكانت مسودة القرار الأمريكي حول الصحراء بحسب مراقبين تصب في صالح المغرب قبل أن تتدخل روسيا واثيوبيا لطلب تأجيل التصويت وهو ما استجابت لها أمريكا باعتبار ان الروس لهم حق الفيتو بمجلس الأمن. وبحسب مصادر إعلامية فقد اجتمعت الدبلوماسية الأمريكية في نفس اليوم مع نظيرها السويدي، الذي كان قد أصدر تحفظا شفهيا بخصوص محتوى النص الخاص بالقرار، معتزما حسب ذات المصادر إدماج طلب السويد القديم المتعلق بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان. وهو المقترح الذي كان قد أغضب المغرب من قبل. وتتواصل اليوم الخميس أشغال اجتماع حاسم لأعضاء مجموعة “أصدقاء الصحراء” التي تشمل كلا من الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدةوروسيا، ويعتمد المغرب على الدعم الفرنسي لتفادي أي تعديل كبير يمكن أن يضر بمصالح المغرب في الملف . وينتظر أن ان يتم الحسم نهاية الشهر الجاري في قرار مجلس الأمن حيث تنتهي ولاية بعثة المينورسو في 30 ابريل ، وفي حال عدم توافق الأعضاء فسيعرض أخر مشروع للقرار أمام مجلس الأمن الدولي ليصوت كل عضو حسب مصالح ومواقف بلده. هذا و تواصل روسيا تدخلاتها ضد المغرب في مجلس الأمن، تلبية للضغوط القوية التي مارستها الدبلوماسية الجزائرية، فخلال الأسبوع الماضي التقى وزير الخارجية الجزائري مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في بلاده، إضافة إلى سفيري المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكذا رئيس بعثة المينورسو، وقدم لهم تقريرا عن الوضع في المناطق العازلة. وحاولت الجزائر إقناع روسيا بالدفاع عن أطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية، مستفيدة من السياق الدولي، والذي يبدو واضحا أنه خدم جارة المغرب للضغط على روسيا، حيث يعتبر هذا الموقف نتيجة للمواقف الدولية من الأزمة السورية، حيث يدفع المغرب ثمن “الخلافات العميقة بين موسكو وباريس حول هذه القضية”، حسبما كشفت عنه تقارير إعلامية دولية. فهل ستستطيع روسيا إدخال تعديلات على نص القرار لجعله “متوازنا” بحسب تعبيرها؟ سؤال سنعرف إجابته قريبا، بيد أن الصحف الفرنسية أكدت أن “فرنسا مصممة على الدفاع عن التعديلات التي أدخلت على مشروع القرار الأمريكي”. المشروع الذي صدم البوليساريو، أثار انتهاكاتها بالكركرات بل انه نبهها من مغبة اقدامها على ترحيل ادارات ومنشآت الى بئر لحلو مما يعتبر انتصارا للمغرب على أساس أن ماتعتبره البوليساريو عاصمة مؤقتة لجمهوريتهم المزعومة وأراضي محررة اصبح في مشروع مجلس الامن جزأ من المنطقة العازلة. ويذكر أنه في سنة 2016، وخلال الأزمة بين المغرب والأمين العام الأممي السابق بان كي مون، اختارت روسيا الامتناع عن التصويت، وهو ما وضفته وسائل إعلام دولية ب”ردة الفعل نتيجة التقرب الأمريكي- المغربي”.