لم تكتف بوليساريو بالردود الملتوية على قرار مجلس الأمن رقم 2351 الذي أرغمها على الانسحاب من الكركرات، بل تحايلت على المنتظم الدولي في تنفيذ التوصيات الأممية، إذ لم تنسحب من المنطقة العازلة بشكل كلي وأعادت انتشار ميليشياتها في الطرف الآخر من المنطقة العازلة قرب بير لحلو. وفي الوقت الذي اشترط فيه المغرب إخلاء المنطقة العازلة من السلاح للعودة إلى جادة المفاوضات مرحبا بقرار مجلس الامن، ردت الجبهة الانفصالية بأن الانسحاب من جنبات الطريق البرية نحو موريتانيا لا يعني التراجع نحو الخيمات وأنها ستجد طريقة لرصد «اي تدخل»، وأنها لن تتساهل مع تكريس «نظرية» الحدود المغربية مع موريتانيا. ووضع محمد خداد عضو قيادة الجبهة، المنسق الانفصالي مع بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو»، شروطا مسبقة لبدء مفاوضات مع المغرب، مشددا على ضرورة أن تنتهي ب«تقرير المصير»، موضحا ان قرار انسحاب مسلحي بوليساريو من منطقة الكركرات مرده عدم « إعطاء فرصة لاتخاذ كركرات ذريعة لوقف المسار السياسي». وكشفت مصادر إعلامية أن إبراهيم غالي، زعيم بوليساريو، أصدر أمرا عسكريا بتجميع وحدات ما يسمى «الجيش الصحراوي» في الجهة الشرقية من الشريط المنزوع السلاح بمقتضى اتفاق وقف إطلاق النار ل 1991، مشددا على عدم إلغاء حالة الطوارئ والجاهزية القتالية لبعض الوحدات، خاصة بقطاع «الناحية العسكرية الخامسة» بمنطقة بئر لحلو المحررة قبالة الجدار الأمني. وأجرى غالي جولة ميدانية على مراكز مقاتلي الجبهة مماثلة لتلك، التي أشرف عليها أسابيع قليلة قبيل قرار مجلس الأمن بهدف تفتيش وحدات الناحية العسكرية المتاخمة لمواقع القوات المسلحة الملكية المغربية. وكشفت الجبهة أن جولة غالي الذي كان مرفوقا بأعضاء «الأمانة الوطنية» و«الحكومة»، بالإضافة إلى عبد الله لحبيب «وزير الدفاع» و«كبار قيادات الأركان العامة» ستستكمل في الأيام المقبلة المتابعة الميدانية «للرفع من معنويات المقاتلين حتى يكونوا في المستوى تحسبا لأي طارئ». يذكر أن غالي وزع آليات للدعم اللوجستيكي على النواحي العسكرية، تسلمها قادة النواحي الذين دعاهم إلى اليقظة التامة والشديدة لإدراك التحديات وإفشال كل المؤامرات التي تهدف الى المساس بسلامة ما أسماها «الأراضي المحررة»، في إشارة إلى أن بوليساريو لن تخرج من كامل المنطقة العازلة إلا بالحرب. وفي الوقت الذي كشف فيه غالي أن الجبهة تعول كثيرا على قدرات ميليشياتها في مختلف الوحدات، موجها التحية «إلى كافة المقاتلين بمختلف النواحي على ما هم عليه من استعداد وتضحيات في سبيل استكمال وبسط السيادة»، أكد عبد الله لحبيب، أن هذا الدعم يأتي تنفيذا لمقررات المؤتمر الرابع عشر لجبهة بوليساريو الذي أعطى الأولوية ل «الجيش الصحراوي»، وذلك من أجل «ربط القول بالفعل في ظل التحديات التي تعرفها المنطقة جراء الاستفزازات».