في ليلة لا تقبل القسمة على اثنين، ووسط أجواء مشتعلة من الترقب والتوتر، يصطدم برشلونة بريال مدريد يوم السبت المقبل 26 أبريل على أرضية ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية، في نهائي ناري لكأس ملك إسبانيا. مواجهة لا تُختزل فقط في صراع على لقب، بل معركة كروية بين مدرستين، وتاريخين، وجماهير لا تعرف طعم الهزيمة. كل الأنظار تتجه إلى الكلاسيكو المنتظر، حيث لا مكان للخطأ، ولا مجال للرحمة، فقط المجد لمن يصمد حتى صافرة النهاية. كلاسيكو بنكهة الكأس .. والتاريخ حاضر اللقاء لا يقتصر على الصراع من أجل اللقب المحلي فحسب، بل يمتد إلى عداوة تاريخية عمرها أكثر من قرن، تعكس التنافس السياسي والرياضي والثقافي بين كتالونيا والعاصمة مدريد. وعلى الرغم من مواجهتهما العديدة في الليغا ودوري الأبطال، فإن لقاءهما في نهائي كأس الملك يحمل نكهة خاصة، حيث لا مجال للتعويض، وكل شيء يُحسم في 90 دقيقة، وربما أكثر. الطريق إلى النهائي * برشلونة قدم مشوارًا مقنعًا في الكأس، أقصى خلاله فرقًا قوية مثل أتليتيك بلباو في نصف النهائي، مستعرضًا تطورًا واضحًا في الأداء تحت قيادة مدربه الشاب. * ريال مدريد من جانبه عبر بصعوبة من بوابة أتلتيكو مدريد، في ديربي حسمه بالأشواط الإضافية، ما يعكس الصلابة الذهنية والتكتيكية التي يتمتع بها الفريق الأبيض بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي. مواجهات الأفراد.. صراعات داخل الصراع سيشهد النهائي مواجهات من العيار الثقيل بين نجوم الصف الأول: * فينيسيوس جونيور أحد أبرز أسلحة ريال مدريد، بسرعته ومراوغاته، سيكون أمام اختبار صعب أمام دفاع البلوغرانا. * في المقابل، يعوّل برشلونة على لامين يامال، الموهبة الصاعدة بسرعة الصاروخ، والذي خطف الأنظار في الليغا بمستوياته العالية. * صراع الوسط بين بيلينغهام وفرينكي دي يونغ قد يكون حاسمًا في تحديد هوية البطل، لما يمثله كل منهما من ثقل في التحولات وربط الخطوط. التتويج بلقب الكأس.. أهمية خاصة بالنسبة لبرشلونة، الفوز باللقب يمثل دفعة معنوية هائلة في موسم شاق، وفرصة لإثبات قدرة الجيل الجديد على حمل الراية. أما ريال مدريد، فيسعى لحصد الثنائية المحلية، خاصة إذا ما تُوج بالليغا أيضًا، ما يعكس التفوق المستمر تحت قيادة أنشيلوتي. الأجواء والتوقعات من المتوقع أن يشهد ملعب "لا كارتوخا" أجواء جماهيرية استثنائية، في ظل الحضور الكثيف من مشجعي الناديين، والتغطية الإعلامية المكثفة التي تسبق اللقاء. أما على مستوى التوقعات، فالكفة تبدو متقاربة جدًا، مع تفوق طفيف لريال مدريد من حيث الاستقرار والخبرة، في مقابل الحماس والطموح الذي يميز برشلونة.