في خطوة تصعيدية جديدة دلت على بلوغ الأزمة الفرنسة الجزائرية ذروتها، صرحت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، إنه يجب اتباع أسلوب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تعامله مع كولومبيا للتعامل مع الجزائر التي تشهد علاقاتها مع باريس توترا كبيرا. وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "أل سي إي"، أوضحت لوبان "ما فعله دونالد ترامب بكولومبيا هو ما نطالب به مع الجزائر التي ترفض احترام القانون الدولي". والأسبوع الماضي، كادت أن تقع حرب تجارية بين كولومبيا والولايات المتحدة عندما هدد ترامب بفرض عقوبات ورسوم جمركية باهظة بعدما أمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بإعادة طائرتين عسكريتين أميركيتين تحملان مهاجرين تم ترحيلهم. وقال بيترو إنه لن يقبل باستقبال المهاجرين إذا عوملوا "مثل المجرمين". والاثنين، أرسلت بوغوتا طائرتين عسكريتين على متنهما طاقم طبي لإحضار مواطنيها من مدينتي سان دييغو وهيوستن. و صرحت لوبان "لماذا نظهر مثل هذا الضعف مع الدول التي تبصق في وجوهنا صباحا وظهرا ومساء؟" مستشهدة بأمثلة جزر القمر والجزائر. وواصلت لوبان هجومها على الجزائر بالقول "أستطيع أن أفهم أن الناس يريدون الحصول على الاستقلال. لكن أن نأتي ونقول إن الاستعمار بالنسبة للجزائر كان مأساة، فهذا ليس صحيحا". وأضافت أنه من الناحية الاقتصادية، من حيث البنية التحتية، زودت فرنساالجزائر برأس المال الذي كان من المفترض أن يسمح لها بالتطور والتحول إلى نرويج المغرب العربي". وتأزمت العلاقات بين البلدين بعد أن أعلنت باريس في نهاية يوليوز أنها ستدعم خطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء المغربية. وقد تفاقم هذ التوتر بعد توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاما) الذي يقبع في السجن بالجزائر منذ منتصف نونبر بتهمة المساس بأمن الدولة، ثم توقيف السلطات الفرنسية لمؤثرين جزائريين وبعضهم يحمل الجنسية الفرنسية لاتهامهم بالتحريض على العنف. وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو الأحد: "أنا مع اتخاذ إجراءات قوية، لأنه بدون توازن القوى لن ننجح"، لافتا إلى وجوب إعادة النظر في اتفاقية 1968 التي تحدد شروط دخول الجزائريين إلى فرنسا والتي وافقت عليها باريس. وفي تقدير الوزير، فإن الجزائر لا تسلم أيضا ما يكفي من التصاريح القنصلية، وهي وثيقة أساسية لإعادة شخص في وضع غير قانوني في فرنسا إلى بلده الأم.