من الأردن إلى تونس ولبنان وسوريا ومصر، هتف الآلاف دعماً للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة والذين يتعرضون منذ 12 يوماً لقصف إسرائيلي عنيف. وقُتل أكثر من 470 شخصاً وجُرح أكثر من 300 في ساحة مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة مساء الثلاثاء، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. واتهمت الفصائل الفلسطينية ودول عربية عدة إسرائيل بقصف المستشفى، فيما نسب الجيش الإسرائيلي الهجوم إلى صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي نفته الأخيرة. وفي بيروت، حيث أعلنت الحكومة يوم حداد إثر قصف المستشفى، تظاهر المئات لليوم الثاني على التوالي حاملين الأعلام الفلسطينية في محيط السفارة الأميركية في منطقة عوكر قرب بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة. وكما حصل ليل الثلاثاء، ألقت القوى الأمنية اللبنانية الغاز المسيل للدموع ورشت المحتجين بالمياه لتفرقتهم أثناء محاولتهم الاقتراب من مقر السفارة. وفي بيروت أيضاً، شارك المئات في تظاهرة دعا إليها حزب الله في معقله في الضاحية الجنوبية للعاصمة، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات حزب الله. وقال رئيس المكتب التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين أمام المتظاهرين إن "ما يحصل في غزة ليس قتالا وليس حربا، الذي يحصل في غزة هو مجازر متنقلة ومجازر ترتكب في كل ساعة وفي كل دقيقة وفي كل آن". - Advertisement - وحذر من أن "الإسرائيلي سيحاول أن يستهدف المزيد من المستشفيات والمسعفين والدفاع المدني والناس القاطنين في غزة دون أن يرف له أي جفن من أجل أن يخرج أهل غزة من غزة"، مشدداً على أن "مشروع اخراج أهل غزة من غزة لن يمر". وكان حزب الله دعا إلى "يوم غضب لا سابق له" الأربعاء، داعياً الشعوب العربية إلى التحرك الفوري الى الساحات، تنديداً بقصف المستشفى. وفي عمان، تظاهر نحو خمسة آلاف أردني الأربعاء بالقرب من السفارة الإسرائيلية وسط انتشار أمني كثيف. وهتف المتظاهرون، الذي حملوا الأعلام الفلسطينية، "يلا نحكي عالمكشوف سفارة ما بدنا نشوف"، و"لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية"، و"لا سفارة أميركية على الأرض الأردنية". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "ثورة حتى النصر" و"التطبيع خيانة" و"اطردوا السفير وأغلقوا السفارة" و"إلغاء وادي عربة" في اشارة الى معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل الموقعة عام 1994. وفي محافظات مصرية عدّة، خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس "إذا طلبت من المصريين الخروج للتعبير عن رفض الفكرة (تهجير الفلسطينيين إلى مصر)، سترون الملايين" في الشوارع. وفي تونس، تظاهر الآلاف أمام السفارة الفرنسية في العاصمة، ورددوا "ماكرون قاتل" و"فرنسا ارحلي"، إذ يشعر الكثير من التونسيين بالغضب إزاء فرنسا بسبب موقفها من إسرائيل في حربها مع حركة حماس. وخرجت تظاهرات أيضاً في مدن تونسية أخرى دعماً للفلسطينيين. وندد الرئيس التونسي قيس سعيد "بالصمت الدولي" على "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها، على حد قوله، الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وفي دمشق التي أعلنت ثلاثة أيام حداد، جاب نحو 300 شخص شوارع العاصمة رافعين الإعلام السورية والفلسطينية، وارتدى كثر الكوفية الفلسطينية وحملوا لافتات كتب عليها "فلسطين عربية". وقالت الممرضة لبنى العز (34 عاماً) على هامش مشاركتها في التظاهرة "العالم متوحش ومعاييره مزدوجة ولا أحد سيسمعنا من الحكومات، لكن هتافنا ونداءنا للشعوب حول العالم أن يكونوا إلى جانب الشعب الفلسطيني". وجاء قصف المستشفى خلال موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية القاتلة على غزة في أعقاب هجمات شنتها حماس وتسبّبت بمقتل 1400 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات. وتسبب القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين بمقتل 3478 شخصاً، بينهم مئات الأطفال، في غزة. رابط المقال: https://www.almaghreb24.com/maroc24/hi5x